{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ}: الطَّير: جمع طائر.
{وَيَقْبِضْنَ}: أي: تصفُّ أجنحتها للطَّيران وتقبضُ مرَّة حتى يتمَّ لها الطَّيران بهذا التَّدبير، كما تتهيَّأ السِّباحةُ في الماء بقبض اليدين وبسطِهما، والهواءُ للطَّائر كالماء للسَّابح.
{مَا يُمْسِكُهُنَّ}: أي: في الهواء حين تطير {إِلَّا الرَّحْمَنُ}.
{إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}: هيَّأ للطَّير هذا، كما هيَّأ للنَّاس الأرض ذلولًا، والذي هيَّأ لكلٍّ ما يصلحه لم يفعل ذلك عبثًا بل ليكون دلالة على الخالق {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}؛ أي: عالم بما يصلحه ويُقِيمه.
وعطف {وَيَقْبِضْنَ} على قوله: {صَافَّاتٍ} لأنَّ الأوَّل دلالةٌ على الفعل، ومعناه: يبسطْنَ أجنحتهنَّ في حالٍ، ويقبضْنَ في حال.
{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ}: عطف على {أَأَمِنْتُمْ}؛ أي: فمَن هذا الذي هو شيعةٌ لكم وأنصار تمتنعون بهم {يَنْصُرُكُمْ} من عذاب اللَّه {مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ}؛ أي: ممَّن سواه.
{إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}: أي: ما هم إلا في غرور.