للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}: أي: كيف عاقبةُ إنذاري، بأن أحقِّقَه لكم فتعلمون أنَّه لا خُلف لخيري، ولا مانع لعذابي.

{وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: أي: من قبل هؤلاء المشركين.

{فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}: أي: إنكاري عليهم وتغييري بالعذاب.

* * *

(١٩ - ٢٠) - {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}.

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ}: الطَّير: جمع طائر.

{وَيَقْبِضْنَ}: أي: تصفُّ أجنحتها للطَّيران وتقبضُ مرَّة حتى يتمَّ لها الطَّيران بهذا التَّدبير، كما تتهيَّأ السِّباحةُ في الماء بقبض اليدين وبسطِهما، والهواءُ للطَّائر كالماء للسَّابح.

{مَا يُمْسِكُهُنَّ}: أي: في الهواء حين تطير {إِلَّا الرَّحْمَنُ}.

{إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}: هيَّأ للطَّير هذا، كما هيَّأ للنَّاس الأرض ذلولًا، والذي هيَّأ لكلٍّ ما يصلحه لم يفعل ذلك عبثًا بل ليكون دلالة على الخالق {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}؛ أي: عالم بما يصلحه ويُقِيمه.

وعطف {وَيَقْبِضْنَ} على قوله: {صَافَّاتٍ} لأنَّ الأوَّل دلالةٌ على الفعل، ومعناه: يبسطْنَ أجنحتهنَّ في حالٍ، ويقبضْنَ في حال.

{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ}: عطف على {أَأَمِنْتُمْ}؛ أي: فمَن هذا الذي هو شيعةٌ لكم وأنصار تمتنعون بهم {يَنْصُرُكُمْ} من عذاب اللَّه {مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ}؛ أي: ممَّن سواه.

{إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}: أي: ما هم إلا في غرور.