للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأصله من الدُّهْنِ (١)، وهو راجع إلى المداراة والمقاربة والملاينة، فنهاه اللَّه تعالى عن ذلك وأمره بالتصلُّب والجدِّ في أمر اللَّه تعالى.

* * *

(١٠ - ١١) - {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}.

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}: ثم نهاه عن طاعة بعضهم خصوصًا لاختصاصه بخصال السُّوء وأسباب التَّمرُّد.

وقال مجاهد: هو الأسودُ بن عبد يغوث (٢).

وقال الكلبيُّ: هو الأخنس بن شَرِيقٍ الثَّقَفي (٣).

وقال مقاتل: هو الوليد بن المغيرة (٤). وعليه أكثر المفسِّرين.

{كُلَّ حَلَّافٍ}: كثير الحَلِف بالأصنام والآباء.

{مَهِينٍ}: دنيء ضعيف حقير، وقال الشَّاعر:

لا يَكذبُ المرءُ إلَّا مِن مهانَتِهِ... أو عادةِ السُّوء أو مِن قلَّةِ الأدبِ (٥)


(١) يعني: شُبِّه التليين في القول بتليين الدهن. انظر: "تفسير الطبري" (٢٣/ ١٥٧).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٦٤).
(٣) ذكره الواحدي في "البسيط" (٢٢/ ٨١) عن الكلبي والسدي، وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما من رواية عطاء، ورواه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٥٧٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٦٤) عن السدي.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٤٠٤).
(٥) البيت بلا نسبة في "الموشى" لأبي الطيب الوشاء (ص: ٤١)، و"التمثيل والمحاضرة" للثعالبي (ص: ٤٤٨)، و"محاضرات الأدباء" للراغب الأصفهاني (١/ ١٥٥). وبعده كما في "الموشى":
لجيفة الكلب عندي خير رائحة... من كذبة المرء في جدو في لعب