وقوله تعالى:{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}: أي: لِمَا حكم عليك مِن تبليغ (١) الرِّسالة باحتمال أذى قومك، ولا تَضِقْ به صدرًا، واترك معاجلتهم بالعذاب.
{وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}: أي: كيونس عليه السَّلام؛ إذ لم يصبر على أذى قومه وخرج مغاضبًا، فضيَّق اللَّه عليه، فالتقمَه الحوتُ.
{إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}: قال الحسين بن الفضل: {إِذْ نَادَى} لا يرجع إلى قوله: {وَلَا تَكُنْ}؛ إذ النِّداء طاعة فلا يُنهى عنها، لكن معناه: واذكره إذ نادى وهو مكظوم؛ أي: مملوءٌ حزنًا وغضبًا.
{لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ}: أي: لولا أنَّ اللَّه تعالى أنعمَ عليه بإجابة دعائه وقَبول عذره.