للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تزل مدفونة حتى أخرجها الشَّيطان لمشركي العرب، فاتَّخذت قُضاعةُ وَدًّا فعبدوها بدُومةِ الجندل، ثم صارت إلى كَلْبٍ، ويَعوقُ كان لكَهْلانَ، ثم صار إلى هَمْدانَ، ونسرٌ كان لخَثْعَمٍ، وسواعٌ كان لذي الكَلَاع، ويغوثُ كان لمرادٍ من طيِّئٍ (١).

قال قتادة: ودٌّ لكَلْبٍ، وسواعٌ لهَمْدانَ، ويغوثُ لمَذْحِجٍ، ويعو دتُى لكنانةَ، ونسرٌ لحِمْيَرَ.

وقال مقاتل: أمَّا ودٌّ فكان لدُومة الجندل، وأمَّا سواعٌ فلهُذَيلٍ، وأمَّا يغوثُ فلبني غطيفٍ حيٍّ من مراد، وأمَّا يعوقُ فلهَمْدانَ، وأمَّا نسرٌ فلذي الكَلَاع من حِميرَ، هذه مواريثُ قوم نوح للعرب.

وأمَّا اللَّات فلثقيفٍ، وأمَّا العُزَّى فلسُليمٍ وغَطَفانَ وجُشَمَ (٢) ونصرٍ وسعدِ بن بكرٍ، وأمَّا مناةُ فبقُدَيدٍ، وأمَّا أسافٌ ونائلةُ وهُبَل فلأهل مكَّة؛ أسافٌ حيالَ الحجر الأسود، ونائلةُ حيالَ الرُّكن اليماني، وهُبَل في جوف الكعبة ثمانيةَ عشر ذراعًا (٣).

وذكر الواقديُّ: أنَّ ودًّا كان على صورة رجل، وسواعًا على صورة امرأة، ويغوثَ على صورة أسد، ويعوقَ على صورة فرس، ونسرًا على صورة طير (٤).

وقال قيس بن مخرمة: هذه الأصنام الخمسة أصلُها وأسماؤها من رجالٍ صالحين، كان لهم أتباع على دينهم واجتهادهم، فتوفَّاهم اللَّه تعالى، فأسف عليهم أصحابهم وقالوا: لو صوَّرنا أجسادَهم كان أشدَّ لعبادتنا، فصوَّروهم، ثم نشأ خَلَفٌ (٥)


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٦) بلفظ قريب، وأصله رواه البخاري (٤٩٢٠).
(٢) في (ر): "ولجهم".
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٧) عن عطاء وقتادة والثمالي والمسيب. وروى أوله الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٠٤) عن قتادة.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٧).
(٥) في (أ): "خلق".