للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ}: أي: فما لهؤلاءِ المشركين يُعرضون عن التَّذكرة بالقرآن.

وهو استفهامٌ بمعنى التَّوبيخ.

ونصب {مُعْرِضِينَ} كنصب قولك: مالك واقفًا؟ وهو نصب على التَّمام.

{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}: قرأ نافع وابن عامر بفتح الفاء على معنى أنَّها مُنفَّرَة، والاستنفار على هذا متعدٍّ.

وقرأ الباقون بكسر الفاء (١)، على معنى أنَّها نافرة، والاستنفار على هذا لازم.

يقول: كأنَّهم ليسوا ببشرٍ ذوي عقول، لكنَّهم حُمُرٌ لا عقولَ لها، فتَنفِر وتهرب راكبةً رؤوسَها، لا فكرَ لها، وعسى يلقاها ما هو أضرُّ لها ممَّا تَفِرُّ عنها، وكذلك هؤلاء المشركون.

* * *


= ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٢٢١٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨٠٥٨)، من حديث أبي أمامة رضي اللَّه عنه.
وروى الترمذي (٢٤٣٨)، وابن ماجه (٤٣١٦) من حديث عبد اللَّه ابن أبي الجدعاء قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم"، قيل: يا رسول اللَّه سواك؟ قال: "سواي". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب".
وله شاهد عند مسلم (١٨٣) ضمن حديث طويل، وفيه: "حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأشد مناشدةً للَّه في استقصاء الحق من المؤمنين للَّه يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم".
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٦٠)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٦).