للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}: وهي وجوه المؤمنين يوم القيامة.

{نَاضِرَةٌ} قال الفراء: أي: مشرقةٌ بالنَّعيم (١).

وقال الأخفش: أي: حسَنة (٢).

وقال أبو سعيد الضَّرير: ناعمة متهلِّلة (٣).

{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: وهو حجَّة قاطعة على رؤية المؤمنين اللَّه تعالى، وكذا فسَّره أكثر الصَّحابة ومَن بعدهم من أهل العلم.

وقال زيد بن أسلم: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: يتجلَّى لهم ربهم فينظرون إليه.

وقال عطيَّة العوفي: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: ينظرون إلى ربهم يومئذ، فيكرمهم بذلك، والويل لمن حُجِبَ عن اللَّه يومئذ (٤).

وعن عمَّار بن ياسر كذلك (٥).

وعن الحسن أنَّه سُئل: كيف يرون اللَّه تعالى؟ قال: يرونه بلا كيف.

* * *

(٢٤ - ٢٧) - {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (٢٥) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}.


(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢١٢).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٥٧).
(٣) روى الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٥٠٦) عن ابن زيد قال: الناضرة: الناعمة. ونحوه رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٨٧) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٥٠٧) بلفظ: "هم ينظرون إلى اللَّه لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره محيط بهم، فذلك قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: ١٠٣] ".
(٥) مما ورد عن عمار بن ياسر رضي اللَّه عنه في هذا، ما رواه النسائي (١٣٠٥) عنه من جملة دعاء يرفعه: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك".