للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسنُ رحمه اللَّه: البَرُّ الذي لا يؤذي الذَّرَّ، ولا يضمِرُ الشَّرَّ (١).

وقال الثَّوري رحمه اللَّه: هم الذين برُّوا آباءهم وأولادهم (٢).

وقال مقاتل رحمه اللَّه: هم الذين يطيعون اللَّه بالتَّوحيد (٣).

وقال شهر بن حوشب رحمه اللَّه: هم الذين برُّوا النَّاس وأشفقوا عليهم.

وقال مجاهد رحمه اللَّه: هم الذين صَدَقوا اللَّهَ في السِّرِّ والعلانية.

وقال عبد الواحد بن زيد: هم الذين برُّوا أنفسهم بترك المعاصي.

وقال الورَّاق: الأبرار: الذين لا يخالفون معبودهم في أقضيته عليهم.

وقال بعض أهل المعرفة: الأبرار: الذين سمَتْ همَّتهم عن المستحقَرات، وظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة، فأنفوا من (٤) مساكنة الدُّنيا.

وقوله تعالى: {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ}: قال الزَّجَّاج: لا تُسمَّى كأسًا إلا إذا كان فيها شراب (٥)؛ أي: إنَّ أهل الطَّاعة يدخلون الجنَّة، ويُنعَّمون فيها بأنواع النِّعم، منها


(١) ورد بتمامه لكن بلا نسبة في "لطائف الإشارات" (٣/ ٦٦١). وروى القطعة الأولى منه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٠٦).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (١/ ١٢٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٨١).
وروي نحوه مرفوعًا، رواه الطرسوسي في "مسند عبد اللَّه بن عمر" (١٦)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٤٨)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٥/ ٥٢٠) من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنما سمَّاهم اللَّه الأبرار لأنهم برُّوا الآباء والأبناء، كما أن لوالدك عليك حقًّا كذلك لولدك عليك حق". وضعفه ابن عدي بعبيد اللَّه بن الوليد الوصافي وقال: (وهو ضعيف جدًّا يتبين ضعفه على حديثه).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٥٢٤)، وفيه: ({إِنَّ الْأَبْرَارَ} يعني: الشاكرين المطيعين للَّه تعالى يعني: أبا بكر، وعمر. . .).
(٤) في (أ): "فاتقوا عن".
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٣٠٣).