للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروى مجاهد عن ابن عبَّاس: أنَّها نزلَتْ في عليِّ بن أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه وفاطمة والحسن والحسين رضي اللَّه عنهم وجارية لهم يقال لها: فضَّة.

قال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: مرضَ الحسنُ والحسينُ، فعادَهما رسولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعادَهُما عامَّةُ العربِ، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرْتَ على ولديك نذرًا، فقال عليٌّ رضي اللَّه عنه: إنْ بَرِئا صمْتُ للَّهِ تعالى ثلاثةَ أيَّامٍ شكرًا، وقالت فاطمة رضي اللَّه عنها كذلك، وقالت جاريةٌ لهم نويبَّة يُقال لها: فضَّة كذلك.

فعافاهما اللَّه تعالى، وليس عندَ آل محمَّدٍ قليلٌ ولا كثيرٌ، فانطلقَ عليٌّ رضي اللَّه عنه إلى شمعون اليهوديِّ الخيبري، فاستقرضَ منه ثلاثةَ أصوُعٍ من شعيرٍ، فجاء به فوضعَه في ناحية البيت، فقامت فاطمة رضي اللَّه عنها إلى صاعٍ منها فطحنته واختبزَتْه، وصلَّى عليٌّ رضي اللَّه عنه مع النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثمَّ أتى المنزلَ، فوُضِع الطَّعام بين يديه، فأتى مسكينٌ فوقف بالباب، فقال: السَّلام عليكم يا أهل بيت محمَّد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمَكُم اللَّهُ على موائد الجنَّة.

فسمعه عليٌّ رضي اللَّه عنه فأنشأ يقول:

فاطمُ ذاتِ الخيرِ واليقين... يا بنتَ خيرِ النَّاسِ أجمعينْ

أَمَا تَرَيْنَ ذا البائِسَ المسكينْ... قد قامَ بالبابِ له حنينْ

يشكو إلى اللَّهِ ويستكينْ... يشكو إلينا جائِعٌ حزينْ

كلُّ امرئٍ بكسبِهِ رَهِيْنْ

فأنشأَتْ فاطمةُ تقول:

أمرُكَ سَمْعٌ لي نِعْمَ وطاعَةْ... ما بيَ مِنْ لومٍ ولا وَضاعَةْ