للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا}: أي: ظلال الشَّجر؛ أي: شجر الجنَّة قريبة منهم حتَّى صارت بمنزلة المَظَلَّة عليهم، وإنْ كان لا شمسٌ فيها لتظلَّهم منها.

{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}: أي: وسُهِّلَ لهم اجتناء ثمرها كيف شاؤوا؛ متَّكئين وقاعدين وقائمين.

وهذا من عجيب الاختصار؛ لأنَّ فيه نزول العنقود إلى الفم والإنسانُ قاعد (١)، وارتفاعَه إليه وهو قائمٌ، وزوالَ امتناعه عليه في كلِّ حالٍ من أحواله ببُعدٍ أو مانعٍ مِن شوكٍ أو غيره.

والقُطُوف: جمع قِطْف، وهو العنقود.

وقال مجاهد: أرض الجنَّة فضَّة، وترابها مِسْكٌ، وأصول شجرها ذهب وفضَّة، وأفنانها الزَّبرجد والياقوت واللُّؤلؤ، والثَّمر تحت ذلك، فمَن أكل منها قائمًا لم يؤذِه، ومَن أكل منها قاعدًا لم يؤذِه، ومَن أكل منها متكأً لم يؤذِه، فذلك قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} (٢).

* * *

(١٥ - ١٦) - {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا}.

وقوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ}: أي: وتدور الخدم عليهم {بِآنِيَةٍ}: جمع إناء، كالأغطية جمع غطاء، {مِنْ فِضَّةٍ} ممَّا يكون في الآخرة على ما اللَّهُ أعلمُ به مِن وصفها.


(١) في (ر) و (ف): "نائم".
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٦٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٩٥٤)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٢٠٧).