للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأنَّثَ الفعل لأنَّ العُذْرَ جمع.

وإدخالُ الألف والتَّاء في صفة الملائكة على إرادة جمع الجمع: مَلَكٌ مرسَلٌ، وطائفة منهم مرسَلَةٌ، وطوائفُ مُرْسَلات.

* * *

(٧ - ١٥) - {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.

قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ}: القسم لهذا؛ أي: الذي توعدون به كائن لا محالة.

ثمَّ بيَّن وقت وقوعه فقال:

{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ}: أي: مُحِيَتْ آثارُها؛ أي: أُذْهِبَتْ أنوارُها.

{وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ}: أي: جُعِلَ لها فروج؛ أي: شُقوق بعدَ أن كان لا فُروج لها؛ قال تعالى: {وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق: ٦]، وقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: ١].

{وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ}: أي: قُلعَتْ من أصولها؛ قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه: ١٠٥].

{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}: قرأ أبو عَمرو بالواو والباقون بالألف (١).

أي: جُمِعَتْ لميقاتها الذي ضُرِبَ لها في إنزال العقوبة بمن كذَّبهم وجحدهم، وسُئِلَتْ عمَّا أُجيبوا به (٢)، وسُئِلَ الأممُ أيضًا؛ قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: ٦].


(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٦٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٨).
(٢) "به" ليس في (أ).