للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{لِنُخْرِجَ بِهِ}: أي: بالماء {حَبًّا}: وهو واحد الحبوب {وَنَبَاتًا}؛ أي: كلأً.

{وَجَنَّاتٍ}: أي: بساتينَ {أَلْفَافًا}: ملتفَّةَ الأشجار والثِّمار.

وقيل: الألفاف: جمع لِفٍّ -بكسر اللَّام- وهو المجتمِع.

وقيل: هو جمع لفيف، من قوله: {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء: ١٠٤]؛ أي: مختلِطين، وهو كالشَّريف والأشراف، والشَّهيد والأشهاد.

وقال الفرَّاء رحمَه اللَّه: هو جمع الجمع: لفَّاءُ للواحدة، وجمعُها اللُّف، وجمع اللُّفِّ: الألفاف، كالخُفُّ والأخفاف (١).

واللَّفاء: الشَّجرةُ الملتفة الممتلئة المجتمعة، ويُقال: امرأة لفَّاء؛ أي: ضخمة الفخذين مكتنِزة.

* * *

(١٧ - ١٩) - {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا}.

وقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}: أي: وقتًا جُعل لهم يُفصَل فيه بين المحقِّ والمبطِل، والمحسِن والمسيء.

وقال السُّدِّي: {مِيقَاتًا}؛ أي: مجمعًا للرُّسل والأمم (٢).


(١) لم أجده عن الفراء، وهو قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" (٢/ ٢٨٢)، وابن قتيبة في "غريب القرآن" (ص: ٥٠٩). قال الآلوسي: واستبعد بأنه لم يجئ في نظائره ذلك فقد جاء خضر جمع خضراء وحمر جمع حمراء ولم يجئ أخضار جمع خضر ولا أحمار جمع حمر وجمع الجمع لا ينقاس ووجود نظيره في المفردات لا يكفي كذا قيل. انظر: "روح المعاني" (٢٨/ ٢١٧).
(٢) لم أقف عليه عن السدي، وروى الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ١٨) معناه عن قتادة، ولفظه: ({إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} وهو يوم عظمه اللَّه، يفصل اللَّه فيه بين الأولين والآخرين بأعمالهم).