للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: أرجوعًا إلى أوَّل حال الشَّباب.

وقال ابن عبَّاس: {الْحَافِرَةِ}: الدُّنيا (١).

وحكى الفرَّاء عن بعضهم: الحافرةُ: الأرضُ التي تُحفَرُ فيها قبورُهم، ومعناه: المحفورة، كالماء الدَّافق، بمعنى: المدفوق (٢).

{أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}: أي: أنردُّ إلى الحياة بعدَ أن صرنا عظامًا بالية.

قرأ حمزة، والكسائيُّ في رواية، وعاصم في رواية أبي بكر: {نَخِرَةً}، والباقون: {نَخِرَةً} (٣).

قيل: هما لُغتان، كقوله: لَبِثين ولابثين، فَكِهين وفاكهين.

وقيل: النَّخرة: البالية، والنَّاخرة: العظم الذي تمرُّ فيه الرِّيح فيَنْخِرُ، -من حد (ضرب) - نخيرًا؛ أي: يصوِّت.

* * *

(١٢ - ١٤) - {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}.


= و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ١٩٣)، و"الفاخر" للمفضل بن سلمة (ص: ١٤)، و"تفسير الطبري" (٢٤/ ٦٩).
وقال البطليوسي في "الاقتضاب شرح أدب الكتاب" (٣/ ٢٥٧): هذا البيت لا أعلم قائله وأظنه لعمران بن حطان ومعناه: أأرجع إلى ما كنت عليه في شبابي من الغزل والصبا؟ معاذ اللَّه من أن آتي بمثل هذا السفه، ويتحدث به عني.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٧٠) بلفظ: (الحافرة: الحياة)، وفي رواية أخرى: ({يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} يقول: أئنا لنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٣٢).
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٧٠ - ٦٧١)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٩).