للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتلٌ: إنَّ رجلين مسلمين ممَّن كان يقرأ الإنجيل؛ أحدهما بأرض تهامة، والآخر بنجران اليمن، فآجر أحدهما نفسَه في عملٍ يعمله، وجعل يقرأ الإنجيل، فسمعَتْه ابنةُ المستأجر، فأعجبها ذلك، فذكرتْهُ لأبيها، فلم يزل أبوها بالرَّجل حتى أخبره بالإسلام، فأسلم وتابعه على الإسلام سبعة وثمانون نفرًا، وكان هذا بعدما رُفِعَ عيسى عليه السلام، فسمع بذلك ملكهم يوسف ذو نُوَاسِ بن شراحيل بن تُبَّعِ بن أبي سراح (١) الحميريُّ، فخدَّ لهم في الأرض، وأوقد فيها النَّار، ثم عرضهم على الكفر، فمَن أبى منهم أن يكفر قذفه في النَّار، ومَن كفرَ تركَه، فذلك قوله: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} (٢).

وفي رواية وهب: أحرق ذو رُعَينٍ اثنا عشر ألفًا بنجران في ذلك (٣).

وقيل: ذو رُعينٍ شدَّاد بن عادٍ، وإن (رُعين) اسم أول نسوره.

وقال الكلبيُّ: كانوا نصارى، وذلك أن ملكًا بنجران أخذ بها قومًا مؤمنين، فخَدَّ لهم في الأرض سبعة أخاديد، طول كلِّ واحد (٤) أربعون ذراعًا، وعرضه اثنا عشر ذراعًا، ثم طرح فيها النِّفط والحطب، ثم عرضهم عليها، فمَن أبى قذفوه في النَّار، فبدأ برجل يُقال له: عَمرو بن زيد، فسأله ملكُهم فقال: مَن علَّمك هذا؟ يعني: التَّوحيد، فأبى أن يخبرَه، فأتى الملِكَ الذي علَّمَه التَّوحيد، فقال: أيُّها الملِكُ، أنَّا


= تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: ٣١]، وقد ذكرنا ثمة ما ثبت في الأحاديث في عدة مَن تكلم في المهد.
(١) في (أ): "سراج".
(٢) نحوه في "تفسير مقاتل" (٤/ ٦٤٧).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٢٩/ ١٧٢) (ط: دار التفسير). وفمِه: (ذو نواس) مكان "ذو رعين".
(٤) في (ر): "طول كل أخدود منهم".