للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو قسم بانفجار الطُّوفان من السَّماء والأرض في زمن نوح عليه السلام؛ قال تعالى {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} [القمر: ١٢].

وقال الضحَّاك: أقسم بانفجار الدُّموع من عيون العصاة (١).

وقيل: أقسم بانفجار عيون الجنَّة، قال تعالى: {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: ٦].

{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}: قيل: هو قسم بعشر عاشوراء، وهي افتتاح السَّنة، وهو قول ابن عبَّاس (٢).

وقيل: هو العشر الأواخر من شهر رمضان، وفيها ليلة القدر، وكان (٣) النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يجتهد فيها ويقوم في لياليها.

وقيل: هي عشر ذي الحجَّة، وفيها الأيَّام الفاضلة والمناسك.

قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}: قال ابن عبَّاس: الشَّفعُ: الخلْقُ، والوتر: الخالق (٤).

وقرأ حمزة والكسائيُّ بكسر الواو، والباقون بفتحها (٥)، وهما لغتان: الفتح لغة أهل الحجاز، والكسر لغة تميم.

وقال الحسن: الشَّفع: الزَّوج، والوتر: الفرد، من كلِّ عدد (٦).


(١) لم أقف عليه.
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٩١) عن يمان بن رئاب.
(٣) في (أ): "ولأن".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٥١) بلفظ: (اللَّه وتر، وأنتم شفع).
(٥) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٨٣)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢).
(٦) رواه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" (٨/ ٥٠٣) بلفظ: (هو العدد مِنْهُ شفع وَمِنْه وتر)، وهكذا ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٩٣)، والماوردي في "تفسيره" (٦/ ٢٦٦)، والواحدي في "البسيط" (٢٣/ ٤٩٤).