للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرأ ابن عبَّاس: (فادخلي في عَبْدِي) (١)؛ أي: يا أيَّتها الرُّوح ادخلي في جسد عبدي {وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

وقال مجاهد: {الْمُطْمَئِنَّةُ}: المخبتة الموقنة بلقاء اللَّه تعالى (٢).

وقال قتادة: هي التي أعطاها اللَّه تعالى كتابَها بيمينها، وبيَّضَ وجهَها، فاطمأنَّتْ بذلك وآمنَتْ (٣).

وقيل: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} بذكر اللَّه تعالى، كما قال: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨].

وقيل: هذا خطاب للرُّوح عند الموت، يخاطبها اللَّه تعالى بذلك، فتخرج على سهولة وراحة.

وروى صالح بن حيَّان عن بريدة قال: يعني نفسَ حمزة بن عبد المطَّلب يوم أُحُد حين استُشهد، فلم تزل عند ربِّ العالمين في كرامة حتى يردَّها إلى جسد حمزة يوم القيامة (٤).

والحمد للَّه رب العالمين

* * *


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ١٧٤)، "المحتسب" لابن جني (٢/ ٣٦٠). ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٩٩)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٠٤).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٩٤ - ٣٩٥)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٠٥).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٩٣) بلفظ: "هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد اللَّه". وذكر الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٠٢) نحوه عن الكلبي وأبي روق، قالا: "هي التي يبيّض اللَّه وجهها ويعطيها كتابها بيمينها فعند ذلك تطمئن".
(٤) رواه مختصرًا بذكر نفس حمزةَ: ابنُ المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٨/ ٥١٤).