(٢) رواه البخاري (٤٩٥٠)، ومسلم (١٧٩٧)، من حديث جندب بن سفيان البجلي رضي اللَّه عنه. (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٤٢ - ١٤٣)، لكن في سبب نزول سورة الكهف، وقولهِ تعالى في سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥]، وقد تقدم هذا عند تفسير الإسراء والكهف. قال ابن حجر في "فتح الباري" (٨/ ٧١٠): الحق أن الفترة المذكورة في سبب نزول والضحى غير الفترة المذكورة في ابتداء الوحي، فإن تلك دامت أيامًا وهذه لم تكن إلا ليلتين أو ثلاثًا فاختلطتا على بعض الرواة. . . ووقع في "سيرة ابن إسحاق" في سبب نزول {والضحى} شيء آخر، فإنه ذكر أن المشركين لما سألوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذي القرنين والروح وغير ذلك ووعدهم بالجواب ولم يستثن فأبطأ عليه جبريل اثنتي عشرة ليلة أو أكثر فضاق صدره وتكلم المشركون فنزل جبريل بسورة {والضحى} وبجواب ما سألوا وبقوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} انتهى، وذكر سورة الضحى هنا بعيد، لكن يجوز أن يكون الزمان في القصتين متقاربًا فضم بعض الرواة إحدى القصتين إلى الأخرى وكل منهما لم يكن في ابتداء البعث وإنما كان بعد ذلك بمدة، واللَّه أعلم". =