للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جبريل وأنت رسول ربِّ العالمين بُعثتَ إلى (١) هذه الأمة، ثم أخرج إليَّ قطعةَ نَمَطٍ (٢) فقال لي: اقرأه، قلت: واللَّه ما قرأتُ كتابًا قطُّ، وما أرى شيئًا أقرؤه (٣)، وإني لأميٌّ، فغتَّني غتَّةً ثم أقلع عني فقال: اقرأه، قلت: واللَّه ما قرأت كتابًا قط، وما أدري شيئًا أقرؤه، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ثم قال: انزل، فنزل بي عن (٤) الجبل إلى القرار فأجلسني على دُرْنُوك (٥)، ثم ضرب برجله الأرض ضربةً فخرجت عين ماء، فتوضأ منها فقال لي: توضَّأ، فتوضَّأتُ، ثم قام يصلي (٦) وصليتُ معه ركعتين، قال: هكذا الصلاةُ يا محمد قال: "وعلى جبريل ثيابٌ خضر، ثم انطلق"، فقالت له خديجة: ألم أُخبِرْك أن ربك لم يصنع بك إلا خيرًا؟

قال: ثم لبستْ ثيابها وانطلقت إلى عدَّاسٍ، فقال لها حين رآها: ما لكِ يا سيدة نساء قريش؟ وكانت تسمى بهذا الاسم، فقالت: يا عداس، نَشدتُك اللَّه (٧) هل سمعتَ فيما سمعتَ بجبريل؟ فقال عداس: مالك وجبريل؟ ولمَ تذكرينه في هذا البلد؛ فذكرت (٨) له، فقال: نعم واللَّه إنه لرسول اللَّه.

ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفلِ بن أسد وهو ابن عمِّها (٩)، وقد كان ورقة بن نوفل


(١) "رب العالمين بعثت إلى" من (ف).
(٢) النمط: ظهارة فراش، أو ضرب من البسط. انظر: "القاموس" (مادة: نمط).
(٣) "وما أرى شيئًا أقرؤه": من (ر).
(٤) في (ر): "فنزل من".
(٥) بضم الدال: نوع من البسط له خمل. انظر: "فتح الباري" (١٢/ ٣٥٦).
(٦) في (أ) و (ف): "ثم قام فصلى".
(٧) في (ر): "ننشدك باللَّه".
(٨) في (أ): "فقالت".
(٩) بعدها في (أ) و (ف): "لحاء"، ولم أجد لها وجهًا هنا فإن اللحاء معناه: قشر الشجر، ويأتي بمعنى المنازعة، وقد ورد في بعض المصادر: ابن عمها حقيقةً، إشارة إلى أن ما جاء في بعض روايات =