للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عمر والعباس وابن عباس رضى اللَّه عنهم في أشهر رواياته وأبيُّ بن كعب: هي ليلة سبع وعشرين (١)، وأكثرهم على هذا.

وروى عبادة بن الصامت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "التَمِسوها في العشر الأواخر فإنها وترٌ، في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخِر ليلةٍ، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه" (٢).

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن عمر رضي اللَّه عنه جمع المهاجرين والأنصار فسألهم عن ليلة القدر، قال ابن عباس: فدخلت فيهم، فقال الزبير بن العوام: يا أمير المؤمنين، دعوتَ أبناء المهاجرين فندعوَ بأبنائنا؟ قال: لا، وإنما قلتُ لمكان هذا الغلام، ولعله أعلم بالذي أريدُ أن أسأل عنه منكم، قال: فسألهم عن ليلة القدر، قال (٣): هل عندكم أيُّ ليلة هي؟ فاجتمع رأيهم على أنها في العشر الأواخر في الوتر منها، فقال: يا ابن عباس، هل عندك علمٌ بليلة القدر شيءٌ سمعتَه أو رأيٌ تراه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه تعالى وترٌ يحبُّ الوتر، وأَحَبُّ الوترِ إلى اللَّه تعالى السبعُ، قال: كيف ذاك للَّه أبوك؟ قال: خلق اللَّه السماوات سبعًا، وخلق الأرضين


(١) رواه مسلم (٧٦٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٨٦٦٨)، عن أبيٍّ رضي اللَّه عنه. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ١١٩) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وذكره البغوي في "تفسيره" (٨/ ٤٨٩) عن علي وأبيٍّ وعائشة رضي اللَّه عنهم. وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨٦٦٧) عن زر بن حبيش قال: كان عمرُ وحذيفةُ وناسٌ من أصحاب رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَشُكُّون أنها ليلةُ سبعٍ وعشرين.
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٢٧١٣).
(٣) "قال": زيادة من (أ).