للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بالضَّبح، وهو مذكور.

وقيل: بالوادي، وهو مفهوم.

وقال أبو عبيدة وقطرب: النَّقْع: الغبار (١).

وقيل: الغبار المرتفع.

وقال الخليل: الغبار الساطع (٢).

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: أي: الخيلُ توسَّطن بالمغار و (٣) الوادي جَمْعَ الأعداء بركبانهن؛ أي: اقتحمت بالغزاة في صفوفِ العُداة، بدون الخوف والمبالاة.

وقال مقاتل: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث سريَّةً إلى حيٍّ من كنانة وأمَّر عليهم المنذرَ بن عمرٍو أحدَ النقباء، فغابت ولم يأته خبرها، فقال المنافقون: قُتلوا جميعًا، فأخبره اللَّه تعالى عنها بقوله: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} يعني: الخيل إذا عدت ضبحت فعَلَتْ أنفاسُها من أفواهها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} تقدَحْن بحوافرهنَّ في الحجارة نارًا كنار أبي حباحب، وكان شيخًا من مُضر في الجاهلية له نُويرةٌ تَقِدُ مرةً وتَخمد أخرى، فشبَّه اللَّه ضوء وَقْعِ حوافرهن في أرضٍ حصبةٍ بنُويرةِ أبي حباحب، وكان ذلك بشارةً له أنها قد قَهرت العدوَّ وغَنمت وسَلمت (٤).

وقال علي وابن مسعود: القسَم بالإبل التي يُحج عليها وهي تغدو من عرفةَ إلى المزدلفة، والضبح صوت مناخرها ومشافرها في تلك الحالة {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} تنسف بمياسمها الحصَى فتخرج منها النار إذا اصطكَّ بعضُها ببعض، ولأن الحاج


(١) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٣٠٧).
(٢) انظر: "العين" (١/ ١٧٢).
(٣) في (أ): "أي".
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٨٠١ - ٨٠٢).