للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عكرمة: عن الصحة والفراغ (١).

ونظر وهب إلى رجل أصمَّ أعمى مقعدٍ مجذومٍ مصابٍ، فقيل له: هل بقي على هذا من النعم شيء؟ قال: نعم، أعظمُها: يسوغُ له ما يأكل ويشرب ويسهلُ عليه إذا خرج (٢).

وقال سعيد بن المسيب: ولما نزلت هذه الآية قيل: وأيُّ نعيم نُسأل عنه وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائنا؟! فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ظلال المساكن، والماء البارد في اليوم الحار، والأخبية التي تكنُّكم (٣) من الحر والبرد، وصحة الأبدان" (٤).

وقال أنس بن مالك رضى اللَّه عنه: ضاف رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المقدادَ بن الأسود، فقدم إليه طعامًا فأكله، ثم سقاه ماء باردًا فاستطابه وقال: "ما أبردها (٥) على الكبد! " ثم قال: "إذا شرب أحدكم الماء فليشرب أبردَ ما يقدر عليه" قيل: ولم؟! قال: "لأنه أطفأُ للمِرَّة وأنقعُ للغُلَّة (٦) وأبعثُ على الشكر" (٧).


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٨٢)، والبغوي في "تفسيره" (٨/ ٥٢٠).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٨٢).
(٣) في (ر): "تقيكم".
(٤) ذكره الواحدي في "البسيط" (٢٤/ ٢٨٨) من طريق عطاء عن ابن عباس: أن عمر رضي اللَّه عنه قال: (وأي نعيم نسأل عنه يا رسول اللَّه، وقد أخرجنا من ديارنا. . .) فذكره.
(٥) في (ف): "يا بردها".
(٦) في (أ) و (ر): "وأنفع للعلة". والغلة: العطش، وأنقع للغلة؛ أي: أقطع للعطش، يُقالُ: نَقَعَ الماء العطش؛ أي: سكَّنه.
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٧٨).