للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: ولمَّا جاز وصف النار بالتغيُّظ، وبأنها تدعو مَن أدبر وتولَّى، جاز وصفها بهذا.

* * *

(٨ - ٩) - {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}.

قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}: أي: إن هذه النارَ على كلِّ همزةٍ لمزةٍ، أو على أصحاب هذه الأفئدة وهم الكفار، مطبَقةٌ لا تنفرج ولا يدخلها رَوحٌ، وبيان القراءة وذكرُ مآخذها مرَّا في سورة البلد.

قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}: قرأ حمزة والكسائي: {في عُمُد} بضمتين، وكذا عاصم في رواية أبي بكر، والباقون بفتحتين (١)، وهما لغتان في جمع عمادٍ وعَمود، والعماد والعُمُد -بالضم- كالحِمار والحُمُر، وبالفتح كالإهاب والأَهَب، والعمود والعُمُد -بالضم- كالرسول والرسُل، ومعناه: تُطرح العمدُ على أبوابها وتمدُّ عليهم لاستحكام يأسهم.

وقال الحسن: لجهنم سرادقٌ كما قال: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: ٢٩] وللسُّرادق عمدٌ، فإذا مُدَّت تلك العُمد أُطْبقت جهنم على أهلها.

وقيل: {فِي عَمَدٍ}؛ أي: بعمدٍ؛ كقولك: فعلت (٢) كذا بموضع كذا وفي موضع كذا؛ أي: أُطبقت بها.

* * *


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٢٩٧)، و"التيسير" (ص: ٢٢٥).
(٢) في (أ): "قلت".