للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أراد النوم جمع يديه فنفث فيهما ثم قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتين، ثم مسح بهما وجهَه ورأسه وسائرَ جسده (١).

وانتظام السورتين: أنهما في الاستعاذة.

وانتظام هذه السورة التي هي ختم القرآن بالفاتحة التي هي افتتاحُ القرآن: أن الفاتحة في بيانِ التوحيد وسؤالِ الثبات (٢) عليه، وهذه السورة في الاستعاذة من الشيطان لئلا يزيلَك عنه، وكلُّ القرآن في بيان التوحيد ومدحِ أهلها وذكرِ الوعدِ عليها، وفي بيان الكفر والمعاصي وذمِّ أهلها وذكرِ الوعيد عليها.

وسورة الإخلاص في تصحيح التوحيد، والمعوِّذتان في الاستعاذة عمَّن قصد إذلالك وإزالتك عن التوحيد.

* * *

(١ - ٤) - {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}.

وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس}: أي: قل يا محمد: أعتصم وأمتنع وأستأمن وأستجير بمالك (٣) الناس ومدبِّرهم ومربِّيهم ومُصلحهم.

{مَلِكِ النَّاس}: أي: سيدِهم والمتصرِّف فيهم وقاهِرهم والقادرِ عليهم.


(١) رواه البخاري (٥٧٤٨).
(٢) في (ر) و (ف): "الثناء".
(٣) في (أ): "بملك".