- ومثلُ ذلك قولُه تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧) خَالِدِينَ فِيهَا} [آل عمران: ٨٧ - ٨٨] قال: أي: في اللَّعنة، والخلودُ في اللَّعنة خلودٌ في جهنَّم، وهو كقوله تعالى: {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (١٠٠) خَالِدِينَ فِيهِ} [طه: ١٠٠ - ١٠١]؛ أي: في الوِزْرِ، وذاك خلودٌ في جهنم.
- ونحوُه قولُه تعالى:{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[لقمان: ٢٨] قال: أي: إلا كخَلْقِ نفسٍ واحدة وبعثِ نفسٍ واحدة؛ كقوله:{تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}[الأحزاب: ١٩]؛ أي: كدوران الذي يغشى عليه.
- ومن ذلك: قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[يونس: ٤] قال: متصلٌ بقوله: {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ. . . لِيَجْزِيَ} كما قال: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ}[الزلزلة: ٦].
- ومنه {إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ}[السجدة: ٣٠] قال: أي: ماكثون إلى أن يكونَ ذلك، جعَلهم منتظِرين له وإنْ لم يقصدوا ذلك لأنه كان يأتيهم لا محالةَ، فكان كقوله:{مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً}[يس: ٤٩].
وقيل: كان بعضهم شاكًّا فيه فكانوا ينتظرونه؛ قال تعالى:{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً}[الحج: ٥٥].
- ومنه:{وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}[غافر: ٢٨] قال: قيل: أي: كلُّ الذي يعِدُكم؛ كما قال تعالى:{وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ}[الزخرف: ٦٣]: أي: كلَّه.
ثم أضاف إليه فائدةً، وهي ذكرُ ما جاء على عكسِ ذلك، فقال: وقد جاء كلٌّ في إرادةِ البعض؛ كما في قوله تعالى:{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}[الأحقاف: ٢٥]، وقال:{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}[النمل: ٢٣].