للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تركتنى فى الدّار ذا غربة (١) ... قد ذلّ من ليس له ناصر

فقال: «ذا غربة» ولم يقل ذات غربة، لأنه أراد شخصا ذا غربة؛ وقال زياد الأعجم:

/ إنّ الشّجاعة والسّماحة ضمّنا ... قبرا بمرو على الطّريق الواضح (٢)

فقال: «ضمنّا» ولم يقل ضمّنتا؛ قال الفرّاء: لأنه ذهب إلى أنّ السماحة والشجاعة مصدران، والعرب تقول: قصارة الثوب يعجبنى؛ لأن تأنيث المصادر يرجع إلى الفعل، وهو مذكر.

وقال الفرزدق:

تجوب بنا الفلاة إلى سعيد ... إذا ما الشّاة فى الأرطاة قالا (٣)

فذكّر الوصف، لأنه أراد التيس؛ فأما الأرطاة فهى واحدة الأرطى، وهى (٤) شجر ينبت فى الرمل تستظل بظلاله الظباء من الحرّ، وتأوى إليه، قال الشماخ:

إذا الأرطى توسّد أبرديه ... خدود جوازى بالرّمل عين (٥)


(١) فى العقد: «لى وحشة».
(٢) اللآلي ٩٢١؛ وبعده:
فإذا مررت بقبره فاعقر به ... كوم الجلاد وكلّ طرف سابح
وفى ت، ونسخة بحاشيتى الأصل، ف: «إن السماحة والشجاعة».
(٣) ديوانه ٢: ٦١٧، وروايته: «فروحت القلوص إلى سعيد».
(٤) فى نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «وهو».
(٥) ديوانه ٩٤، وفى حاشية ت (من نسخة): «توسط أبرديه»، وفى حواشى الأصل، ت، ف: «قبله:
إليك بعثت راحلتى تشكّى ... هزالا بعد مقحدها السّمين
إذ بركت على شرف وألقت ... عسيب جرانها كعصا الهجين
إذا الأرطى ...
المقحد: أصل السنام، والشرف: النجد من الأرض، وعسيب جرانها: صفحة العنق، والهجين:
الراعى، والجوازئ: التى اكتفت بالرطب عن الماء، وأبردا الأرطى: الغداة والعشى؛ وقال خالد بن كلثوم: أبرداه: ظلاه؛ الظل بالغداة والفيء بالعشى؛ وقال ابن دريد: معناه أن البقرة تتوسد بالغداة الأرطى الّذي يلى المغرب، فإذا دارت الشمس دارت معها إلى ناحية المشرق تتوسد
الغصون التى مالت عنها الشمس». والعين: جمع عيناء؛ وهى الواسعة العين.