والصالحين؛ قال معاوية: لهذه أشد عليّ من الأولى، فقال عمرو: أفكنت من جهادك فى شك فتكون منه الساعة! / قال: دعنى منك الآن.
وقيل للأحنف بن قيس- وقد رأى مسيلمة الكذّاب: كيف هو؟ فقال: ما هو بنبىّ صادق، ولا بمتنبئ حاذق.
[بعض ما يروى من أجوبة أبى الأسود الدؤلى الحاضرة: ]
وروى المبرّد قال: قال زياد لأبى الأسود الدّؤليّ: لولا أنّك قد كبرت لاستعنّا بك فى بعض أمورنا، قال: إن كنت تريدنى للصّراع فليس عندى، وإن كنت تريد عقلى ورأيى فهما أوفر ما كانا.
وكان أبو الأسود حاضر الجواب جيّد الكلام مليح النادرة. وروى عن الشّعبىّ أنّه قال: قاتل الله أبا الأسود! ما كان أعفّ أطرافه، وأحضر جوابه! دخل على معاوية بالنّخيلة، فقال له معاوية: أكنت ذكرت للحكومة؟ قال: نعم، قال: فماذا كنت صانعا؟ قال:
كنت أجمع ألفا من المهاجرين وأبنائهم، وألفا من الأنصار وأبنائهم، ثم أقول: يا معشر من حضر؛ أرجل من المهاجرين أحقّ أم رجل من الطلقاء؟ فلعنه معاوية، وقال: الحمد لله الّذي كفاناك.
وقد روى أنّ أبا الأسود طلب بأن يكون فى الحكومة، وقال لأمير المؤمنين عليه السلام فى وقت الحكمين: يا أمير المؤمنين، لا ترض بأبى موسى، فإنى قد عجمت الرجل وبلوته، فحلبت أشطره؛ فوجدته قريب القعر، مع أنه يمان، وما أدرى ما يبلغ نصحه! فابعثنى فإنه لا يحلّ عقدة إلّا عقدت له أشدّ منها، وإنهم قد رموك بحجر الأرض، فإن قيل: إنه لا صحبة لى، فاجعلنى ثانى اثنين، فليس صاحبهم إلّا من تقرّب، وكان فى الخلاف عليهم كالنّجم؛ فأبى عليه السلام.
وروى محمد بن يزيد النحوىّ أنّ أبا الأسود كان [نازلا فى بنى قشير؛ وكانوا يخالفونه فى المذهب لأن أبا الأسود كان](١) شيعيا، فكانوا يرمونه بالليل، فإذا أصبح شكا ذلك،