للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحكى أنّ محمدا وإبراهيم ابنى عبد الله بن الحسن كانا ممّن دعاهما (١) واصل إلى القول بالعدل، فاستجابا له، وذلك لما حجّ واصل، ودعا الناس بمكة والمدينة (٢).

وحكى أبو القاسم البلخىّ أن عبد الله قال لابنه محمد: كلّ خصالك محمودة يا بنيّ إلا قولك بالقدر، قال: يا أبه، أفشيء أقدر على تركه/ [أولا أقدر على تركه] (٣)؟ فورد الكلام على رجل عاقل فقال: لا عاتبتك عليه أبدا. قال أبو القاسم: يقول إن كنت أقدر على تركه فهو قولى، وإن كنت لا أقدر فلم تعاتبنى على شيء لا أقدر عليه.

*** [أخبار عمرو بن عبيد: ]

فأما عمرو بن عبيد فيكنى أبا عثمان، مولى لبنى العدوية، من بنى تميم، قال الجاحظ: هو عمرو بن عبيد بن باب. وباب نفسه من سبى كابل؛ من سبى عبد الرحمن بن سمرة، وكان باب مولى لبنى العدويّة قال: وكان أبوه عبيد شرطيا، وكان عمرو متزهدا، فكانا إذا اجتازا معا على الناس قالوا: هذا شرّ الناس أبو خير الناس، فيقول عبيد: صدقتم؛ هذا إبراهيم، وأنا تارخ.

قال عليّ بن الجعد: وهو عبيد بن باب، وكان بوّابا للحكم بن أيوب، قال: وكان باب مكاريا، له دكّان معروف يقال له دكّان باب، وكان فارسيا، وللفرزدق معه خبر مشهور تركنا ذكره لشهرته وفحش فيه.

وذكر أبو الحسين الخيّاط أن مولد عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء جميعا فى سنة ثمانين، قال: ومات عمرو بن عبيد فى سنة مائة وأربع وأربعين؛ وهو ابن أربع وستين سنة.

روى أنّ عمرا استأذن على المنصور، فدخل عليه الربيع (٤) فقال له: بالباب رجل


(١) حاشية ت (من نسخة): «ممن دعاهم».
(٢) وانظر ترجمة واصل فى (معجم الأدباء ١٩: ٢٤٦ - ٢٤٧، وابن خلكان ٢: ١٧٠، وفوات الوفيات ٢: ٣٩٥ - ٣٩٦، ولسان الميزان ٦: ٢١٤ - ٢١٥، وعيون التواريخ وشذرات الذهب- وفيات سنة ١٣١).
(٣) ساقط من م.
(٤) هو الربيع بن يونس بن محمد، حاجب أبى جعفر المنصور، ووزيره بعد أبى أيوب المورياني.
توفى سنة ١٧٠، (وانظر ترجمته وأخباره فى ابن خلكان ١: ١٨٥ - ١٨٦).