للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعجت تقرّى دارسا متنكرا ... وتسأل مصروفا عن النّطق أعجما (١)

ويوم وقفنا للوداع وكلّنا ... يعدّ مطيع الشّوق من كان أحزما

نصرت بقلب لا يعنّف فى الهوى ... وعين متى استمطرتها قطرت دما (٢)

[نسب أبى دهبل وذكر بعض أشعاره]

وكان أبو دهبل (٣) من شعراء قريش، وممن جمع إلى الطبع التجويد، واسمه وهب بن زمعة بن أسيد (٤) / بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، واسمه تيم ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤىّ بن غالب، وكان اسم جمح تيما، واسم أخيه زيدا؛ وهما ابنا عمرو بن هصيص، فاستبقا إلى غاية، فمضى تيم عن الغاية، فقيل جمح تيم فسمى جمح، ووقف عليها زيد فقيل سهم (٥) زيد، فسمى سهما (٦)؛ فأما كنيته فهى مشتقة من الدّهبلة، وهى المشى الثقيل، يقال دهبل الرجل دهبلة إذا مشى ثقيلا.

أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزبانىّ قال حدثنى محمد بن إبراهيم قال:

حدثنا أحمد بن يحيى النحوىّ قال حدثنا عبد الله بن شبيب قال: قيل لأبى عمرو بن العلاء ما يعجبك من شعر أبى

دهبل الجمحىّ؟ فقال قوله:

يا عمر حمّ فراقكم عمرا ... وعزمت منّا النّأى والهجرا (٧)

يا عمر شيخك وهو ذو شرف ... يرعى الذّمار ويكرم الصّهرا (٨)

والله ما أحببت حبّكم ... لا ثيّبا خلقت ولا بكرا (٩)


(١) فى حاشيتى الأصل، ف: تقرى: «تتبع؛ أراد تقرى؛ وهو تتفعل من قولك: قروت الأرض والشيء؛ إذا تتبعته».
(٢) من نسخة بحواشى الأصل، ت، ف: «مطرت دما».
(٣) وانظر ترجمة أبى دهبل فى (الشعر والشعراء ٥٩٦ - ٥٩٩، والاشتقاق ٨١، والمؤتلف والمختلف للآمدى ١١٧، والأغانى ٦: ١٤٩ - ١٦٥).
(٤) فى ص: «أسيد»، بفتح الهمزة وكسر السين.
(٥) «سهم، بالفتح: تغير وجهه، وسهم، بالبناء للمجهول: غلب؛ وضبط فى ت: بهما معا.
(٦) حاشية ف: سهم: «قبيلة من باهلة، ومن قريش أيضا».
(٧) الأبيات فى (الأغانى ٦: ١٥٣)، وفى حاشية الأصل (من نسخة) «وعزمت منى».
(٨) شيخك؛ يعنى أباها.
(٩) حاشية ف: «تقدير البيت: ما أحببت ثيبا ولا بكرا كحبي إياكم».