دار التى تركتك غير ملومة ... دنفا فإن لم ترع قلبك فاشفق قد كنت قبل تتوق من هجرانها ... فاليوم إذ شحط المزار بها تق والحبّ فيه حرارة ومرارة ... سائل بذلك من تطعّم أو زقى ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها ... فيما مضى أحد إذا لم يعشق حتى بلغ إلى قوله: من قال بت أخا الهموم ومن يبت ... غرض الهموم ونصبهنّ يؤرّق بشّرت نفسى إذ رأيتك بالغنى ... ووثقت حين سمعت قولك لى ثق فأمر بالخلع عليه حتى استغاث؛ فقال: أتاك الغوث، ارفعوا عنه». (١) حاشية ف: «قيل: بينما سليمان بن عبد الملك فى المسجد الحرام إذ أتى بحجر منقوش، فطلب من يقرؤه، فأتى بوهب بن منبه؛ فقرأه فإذا فيه: ابن آدم إنك لو أبصرت قليل ما بقى من أجلك لزهدت فى طول أملك، ولرغبت فى الزيادة من عملك؛ ولقصرت عن حرصك وحيلك؛ وإنما يلقاك غدا ندمك، وقد زلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك؛ فبان منك الولد القريب، ورفضك الوالد والنسيب؛ فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا فى حياتك ذائد، فاعمل ليوم القيامة، يوم الحسرة والندامة فبكى سليمان».