للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خبر حسد الفرزدق لليلى الأخيلية على أبيات قالتها]

[قال المرتضى رضى الله عنه]: روى أنه قيل للفرزدق: هل حسدت أحدا على شيء من الشعر؟ فقال: لا، لم أحسد على شيء منه إلّا ليلى الأخيلية فى قولها (١):

ومخرّق عنه القميص تخاله ... بين البيوت من الحياء سقيما (٢)

حتى إذا برز اللّواء رأيته ... تحت اللّواء على الخميس زعيما (٣)

لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف ... لا ظالما أبدا ولا مظلوما (٤)

- ويروى: «إن ظالما أبدا وإن مظلوما» -

على أننى قد قلت:

وركب كأنّ الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب (٥)

/ سروا يخبطون اللّيل وهى تلفّهم ... إلى شعب الأكوار من كلّ جانب (٦)

إذا أبصروا نارا يقولون ليتها ... وقد خصرت أيديهم نار غالب (٧)

وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى، بل هى أجزل ألفاظا، وأشدّ أسرا، إلا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع؛ وقد كان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والإفراط فى استحسان مستحسنه.


- والبيتان فى الحماسة بشرح التبريزى ٣: ١٣٣، من قصيدة لزياد بن حمل؛ ويعنى بالشقراء فرسه.
والاعتساف: الأخذ فى السير على غير هداية ولا دراية. والخل: الطريق فى الرمل، والنقا: الرمل.
والمروح: النشيط، والزيم: المكتنز اللحم».
(١) من أبيات فى (الحماسة- بشرح التبريزى ٤: ١٥٥ - ١٥٧)؛ مطلعها:
يا أيّها السّدم الملوّى رأسه ... ليقود من أهل الحجاز بريما.
(٢) حاشية (من نسخة): «وسط البيوت»، وهى رواية الحماسة.
(٣) م: «رفع اللواء»، وهى رواية الحماسة. والخميس: الجيش، سمى بذلك لأنه يكون خمس كتائب، أو خمسة صفوف: المقدمة، والميمنة، والميسرة، والقلب، والساق.
(٤) من نسخة بحواشى الأصل، ت، ف: «لا تغزون الدهر»؛ وهى رواية الحماسة. وفى حاشية الأصل: «لا ظالما أبدا؛ لأنهم لا يحتملون ظلمك، ولا مظلوما لأنك لا تقدر أن تنتصر منهم».
(٥) ديوانه ١: ٣٠، والترة: الثأر، والعصائب: جمع عصابة؛ وهى العمامة تعصب على الرأس.
(٦) حاشية الأصل: «الشعب: جمع شعبة، أى جوانب الأكوار، والأكوار: جمع كور؛ وهو الرحل».
(٧) حاشية ت (من نسخة): «آنسوا نارا». خصرت: بردت، وغالب أبو الفرزدق.