للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما لاقيت من حمل بن بدر ... وإخوته على ذات الإصاد

هم فخروا عليّ بغير فخر ... وردّوا دون غايته جوادى

وقد دلفوا إلى بفعل سوء ... فألفونى لهم صعب القياد (١)

وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية نآد (٢)

ثم إن قيسا أغار على عوف بن بدر فقتله وأخذ إبله، فبلغ ذلك بنى فزارة فهمّوا بالقتال، فحمل الربيع بن زياد العبسىّ دية عوف، مائة عشراء متلية (٣).

ويقال إن قيسا قتل ابنا لحذيفة، يقال له مالك، وأن حذيفة كان أرسله إليه يطلب منه السّبق (٤)، فطعنه فدقّ صلبه، وإن الربيع بن زياد حمل ديته مائة عشراء، فسكن الناس عن القتال.

ثم إن مالك بن زهير نزل موضعا يقال له اللّقّاطة (٥) / قريبا من الحاجر، ونكح امرأة يقال لها مليكة بنت حارثة، من بنى غراب من فزارة، فبلغ ذلك حذيفة بن بدر، فدسّ إليه فرسانا فقتلوه، وكان الربيع بن زياد العبسىّ مجاورا لحذيفة بن بدر، وكانت تحت الربيع معاذة بنت بدر، فلما وقف على الخبر قال:

نام الخلىّ وما أغمّض (٦) حار ... من سيّئ النّبإ الجليل السّارى

من مثله تمسى النّساء حواسرا ... وتقوم معولة مع الأسحار (٧)


(١) فى حاشيتى الأصل، ف: «الدلوف: تقارب الخطو؛ مثل مشى الشيوخ؛ ولا يستعمل إلا فى الذم».
(٢) نآد: صعبة.
(٣) فى حاشيتى الأصل، ف: «العشراء: الناقة التى يأتى على حملها عشرة أشهر؛ فتكون أقوى بولدها؛ وجمعها: عشار. ومتلية؛ أى تتلوها أولادها».
(٤) السبق: المال المخاطر عليه.
(٥) اللّقّاطة: موضع قريب من الحاجر؛ من منازل بنى فزارة ذكره ياقوت؛ وقال إنه قتل فيه مالك بن زهير.
(٦) رواية الحماسة: «لم أغمض»، والغماض: النوم بعينه.
(٧) م: «تمشى»؛ قال التبريزى: «وتمسى أجود؛ لأن طبقه: «وتقوم معولة مع الأسحار»، فكأنه قال: «تمسى حواسر وتصبح بواكى»، «وحواسرا»؛ أى يأتى عليهن المساء وقد طرحن خمرهن؛ فعل النساء يصبن بكبار قومهن.