للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى طريفا (١) وطرافا وطرفة، قال: قتلوا مع عليّ بن أبى طالب عليه السلام، فقال له:

ما أنصفك ابن أبى طالب، قدّم بنيك، وأخّر بنيه، فقال عدىّ: ما أنصفته (٢) أنا، أن قتل (٣) وبقيت.

وكتب رجل إلى صديق له يقترض منه شيئا، فأجابه يشكو ضيق حاله، فكتب إليه: «إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت صادقا فجعلك الله كاذبا، وإن كنت معذورا فجعلك الله ملوما، وإن كنت ملوما فجعلك الله

معذورا».

وسمع الأحنف رجلا يقول: ما أحلم معاوية! فقال: لو كان حليما ما سفه الحقّ.

ووصفه رجل عند الشعبىّ بالحلم، فقال الشّعبىّ: ويحك! وهل أغمد سيفه وفى قلبه على أحد شيء!

وقال زياد لرجل حضره: أين منزلك؟ فقال: وسط البصرة، قال: فما لك من الولد؟

قال: تسعة، فقيل لزياد إن داره أقصى البصرة عند المقابر، وله ابن واحد، فقال الرجل:

دارى بين أهل الدنيا والآخرة، فهى وسط البصرة، وكان لى عشر بنين فقدّمت تسعة، فهم لى، وبقى واحد لا أدرى؛ أهو لى أم أنا له!

وقال رجل لابن سيرين: إنّى وقعت فيك فاجعلنى فى حلّ، فقال: ما أحبّ أن أحلّك ممّا حرّم الله عليك.

وخطب الحجاج يوم جمعة فأطال، فقال له رجل: إنّ الصلاة لا تنتظرك، وإن الله لا يعذرك، فأمر به فحبس، فجاءه أهله فشهدوا أنّه مجنون، فقال: إن أقرّ بالجنون أطلقته، فقيل له: اعترف بذلك وتخلّص، فقال: والله لا أقول/ إنّه ابتلانى وقد عافانى.

وحدّث الحسن البصرىّ بحديث فقال له رجل: يا أبا سعيد، عمّن؟ فقال: وما تصنع ب «عمّن»؟ أما أنت فقد نالتك عظته، وقامت عليك حجته.


(١) من نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «طريفا»، بفتح أوله وكسر ثانيه.
(٢) حاشية ت (من نسخة): «بل ما أنصفته».
(٣) حاشية ت (من نسخة): «إذ قتل».