للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعوراء من قيل امرئ ذى قرابة ... تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها (١)

/ رجاة غد (٢) أن يعطف الرّحم بيننا ... ومظلمة منه بجنبى عركتها

إذا ما أمور الناس رثّت وضيّعت ... وجدت أمورى كلّها قد رممتها (٣)

وإنى سألقى الله لم أرم حرّة ... ولم تتمنّى (٤) يوم سرّ فخنتها

ولا قاذف نفسى ونفسى بريئة ... وكيف اعتذارى بعد ما قد قذفتها

*** أخبرنا أبو عبيد الله المرزبانىّ قال أخبرنا أبو ذرّ القراطيسىّ قال حدثنا عبيد الله بن محمد ابن أبى الدنيا قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدىّ أنّ رجلا من الأنصار حدثه قال قال مسكين الدّارمىّ:

ولست إذا ما سرّنى الدّهر ضاحكا ... ولا خاشعا ما عشت من حادث الدّهر (٥)

ولا جاعلا عرضى لمالى وقاية ... ولكن أقي عرضى فيحرزه وفرى

أعفّ لدى عسرى وأبدى تجمّلا ... ولا خير فيمن لا يعفّ لدى العسر

وإنى لأستحيى إذا كنت معسرا ... صديقى وإخوانى بأن يعلموا فقرى

وأقطع إخوانى وما حال عهدهم ... حياء وإعراضا، وما بي من كبر

فإن يك عارا ما أتيت فربما ... أتى المرء يوم السّوء من حيث لا يدرى

ومن يفتقر يعلم مكان صديقه ... ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدّهر (٦)

ومن مستحسن قوله:

إن أدع مسكينا فما قصرت ... قدرى بيوت الحىّ والجدر


(١) العوراء هنا: الكلمة القبيحة.
(٢) د، ف، وحاشية الأصل، وديوان المعانى: «رجاء غد».
(٣) رممتها: أصلحتها.
(٤) د، ف، حاشية الأصل (من نسخة): «لم تأتمنى».
(٥) أبيات منها فى معجم الأدباء ١١: ١٢٩، واللآلئ: ١٨٦، وكنايات الجرجانى: ١٠، ٥٧.
(٦) حاشية الأصل: (من نسخة): «ومن يغن».