للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما قوله:

* ولا هو عند السخط منه ولا الرّضا* ... البيت

فمثل قول أشجع:

ولست بخائف لأبى عليّ ... ومن خاف الإله فلن يخافا

/ ومثله:

أمّننى منه ومن خوفه ... خيفته من خشية البارى

ولأبى نواس:

قد كنت خفتك ثمّ أمّننى ... من أن أخافك خوفك الله (١)

ويشبه هذا المعنى ما روى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله أنه دعا غلاما مرارا فلم يجبه، فخرج فوجده على الباب (٢) فقال له: ما حملك على ترك إجابتى؟ قال: كسلت عن إجابتك، وأمنت عقوبتك، فقال: عليه السلام: الحمد لله الّذي جعلنى ممن يأمنه خلقه.

فأما قوله: «تغضّ له الطرف العيون» فيشبه أن يكون مأخوذا من قول الفرزدق، أو ممّن تنسب إليه هذه الأبيات:

يغضى حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلّم إلّا حين يبتسم (٣)


(١) ديوانه ١٠٩؛ من أبيات بعث بها إلى الفضل بن الربيع.
(٢) حاشية الأصل (من نسخة): «على باب البيت».
(٣) ينسب هذا البيت مع غيره أيضا للحزين الكنانى؛ وانظر ما مر من حواشى ص ٦٨.