للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجانيق: التى ضمرن بعد سمن؛ وخصّ المستأجرات من النوائح للمعنى الّذي ذكرناه.

وقال الشماخ فيما يقارب هذا المعنى:

كأنّ أوب يديها حين أعجلها ... أوب المراح وقد نادوا بترحال

مقط الكرين على مكنوسة زلق ... فى ظهر حنّانة النّيرين مغوال

- معنى: «أوب ذراعيها» أى رجعهما- وأوب المراح، إذا أراح القوم عازب أموالهم ليرحلوا، وقد روى: «أوب المراح» بالكسر؛ ومعناه رجع المراح والنشاط. والمقط:

اللعب بالكرة. والكرين: جمع كرة. والمنكوسة: الأرض البراح التى لا شيء فيها.

والزّلق: المستوية من الأرض. والحنانة: الريح. والنيران: جانبا هذه الأرض. ومغوال، قيل: إنه من صفات الريح؛ وقيل: من صفات الأرض؛ وإن كان من صفات الريح فمعناه أنّ الريح تغول الأرض بأسرها؛ أى تملؤها، وإذا كان للأرض فالمعنى أنها تغول من سلكها أى تهلكه؛ وتلخيص معنى البيت أنه شبه يدى ناقته بيدى ضارب/ بكرة فى أرض واسعة فى يوم ريح عاصف؛ وهذا من دقيق المعانى وحسن التشبيه والمبالغة.

ومثل بيتى الشماخ قول المسيّب بن علس (١):

مرحت يداها للنّجاء كأنّما ... تكرو بكفّى ماقط فى قاع (٢)

فعل السّريعة بادرت جدّادها ... قبل المساء تهمّ بالإسراع


(١) فى حاشيتى الأصل، ف: قال س: «وجدت بخط القاضى أبى عبد الله محمد بن سلامة القضاعى رحمه الله: «علس» بفتح العين مضبوطا كأنه يجعله فعلا ماضيا، والعلس: حب كالعدس».
(٢) من قصيدة فى المفضليات ٦٠ - ٦٣ (طبعة المعارف) أولها:
أرحلت من سلمى بغير متاع ... قبل العطاس ورعتها بوداع
والماقط: الضارب، ورواية المفضليات:
* تكرو بكفّى لاعب فى صاع*.