للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما لها معلّل (١) من مزود ... منها (٢) ولا من شاحط مستبعد

ومعنى قوله: «سوام» أى هى رافعة رءوسها، وشبهها بالقنا، لأن القنا إذا ركز مال قليلا مع الريح (٣)، فيقول: فى أعناقها ميل من الضعف، كما قال الشماخ:

فأضحت تفالى بالسّتار كأنّها ... رماح نحاها وجهة الرّيح راكز (٤)

وكما قال حميد بن ثور الهلالىّ:

بمثوى حرام والمطىّ كأنه ... قنا مسند هبّت لهنّ خريق (٥)


(١) ش «معلل»، بكسر اللام المشددة. وهو على هذا كناية عن العلف الّذي تجتره من جوفها.
(٢) فى حاشيتى الأصل، ف: «منها، متعلق بالمزود؛ أى من مزود منها، أى من نفسها، يعنى كرشها».
(٣) من نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «من الريح».
(٤) فى حاشيتى الأصل، ف: «وهذا البيت آخر زائيته؛ وقبله:
فأصبح فوق الحقف حقف تبالة ... له مركد فى مستوى الحبل بارز
فأضحت تفالى بالستار كأنها ...
يصف حميرا وصائدا، والحقف: ما اعوج من الرمل، والمركد: المقام والحبل: الممتد من الرمل.
وقوله: «تفالى» أى تدخل رءوسها بعضها فى بعض. والستار: موضع؛ وشبهها فى دفتها وطولها بالرماح ونحاها: جعلها فى ناحية الريح؛ شبهها
منحرفة إلى ناحية الريح تستنشى؛ فإن حملت الريح ريح الصائد إليها تركت ذلك المورد وأتت غيره؛ وإلا تقدمت بالرماح والقصيدة فى ديوانه: ٤٣ - ٥٣؛ ورواية البيتين فيه:
وأصبح فوق النّشز نشز حمامة ... له مركض فى مستوى الأرض بارز
وظلّت تفالى باليفاع كأنها ... رماح نحاها وجهة الريح راكز.
(٥) ديوانه: ٣٤، من قصيدة طويلة؛ أولها:
نأت أمّ عمرو فالفؤاد مشوق ... يحنّ إليها والها ويتوق
وهو أيضا فى الكامل- بشرح المرصفى ٦: ١٩٣، واللسان (خرق)، وفى حاشيتى الأصل، ف:
نسخة س: «مثوى حرام: منى»، وقبل هذا البيت:
فأعرضت عنها فى الزيارة أتّقى ... وذو اللّب بالتقوى هناك حقيق
وهذا البيت لم يرد فى ديوانه؛ والّذي ورد قبل البيت المذكور:
ألا طرقت صحبى عميرة إنّها ... لنا بالمروراة المطلّ طروق
والمروراة هنا: الأرض أو المفازة لا شيء فيها.