للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له: أنشدنى الموضع الّذي ذكر هذا فيه منها- وكان جيّد العلم بالأشعار، حافظا للأخبار- فأنشده:

غدوت على الميمون صبحا، وإنما ... غدا المركب الميمون تحت المظفّر (١)

إذا زمجر النّوتىّ فوق علاته ... رأيت خطيبا فى ذؤابة منبر (٢)

يغضّون دون الاشتيام عيونهم ... وفوق السّماط للعظيم المؤمّر (٣)

إذا ما علت فيه الجنوب اعتلى له ... جناحا عقاب فى السماء مهجّر (٤)

إذا ما انكفأ فى هبوة النّار خلته ... تلفّع فى أثناء برد محبّر (٥)

وحولك ركّابون للهول عاقروا ... كئوس الرّدى؛ من دار عين وحسّر (٦)

تميل المنايا حيث مالت أكفّهم ... إذا أصلتوا حدّ الحديد المذكّر

إذا أرشقوا بالنّار لم يك رشقهم ... ليقلع إلّا عن شواء مفتّر (٧)


(١) قبله:
ولمّا تولى البحر والجود صنوه ... غدا البحر من أغلاقه بين أبحر
أضاف إلى التّدبير فضل شجاعة ... ولا عزم إلا للشجاع المدبّر
إذا شجروه بالرماح تكسّرت ... عواملها فى صدر ليث غضنفر
والميمون، يريد به السفنة؛ وفى حاشية الأصل: «هو اسم خراقة».
(٢) حاشية الأصل: «العلاة: الموضع الّذي يركب فيه الملاح من السفينة».
(٣) حاشية الأصل: «يقال وقفوا دونه سماطا؛ أى اصطفوا؛ وفى شعره: «وقوف السماط»؛ قال س: «وهو الصواب؛ وكذا قرأت على مشايخى. والاشتيام: رئيس المركب؛ كلمة نبطية».
(٤) من نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «إذا عصفت فيه»؛ وهى رواية الديوان ومهجر؛ أى يحلق فى الهاجرة.
(٥) فى حاشيتى الأصل، ف: «انكفأ الميمون؛ أى تمايل؛ وأراد بهوة النار ما كانوا يرمون به من النار إلى العدو من الحراقة التى اسمها ميمون، وشبه مواد الحراقة وحمرة النار وبياض الماء بلون البرد. وانكفأ، أصله الهمز فخفف؛ يقال: انكفأت المرأة وتكفأت؛ إذا تمايلت فى سيرها» وفى م: والديوان: «هبوة الماء» تصحيف.
(٦) المعاقرة: الملازمة.
(٧) الرشق: الرمى من جهة واحدة. والشواء المفتر: الّذي يصعد منه الفتار؛ والفتار عند العرب:
ريح الشواء إذا ضهب على الجمر.