للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستّ وعشرون تدعونى فأتبعها ... إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب (١)

فلا يؤرّقك إيماض القتير به ... فإنّ ذاك ابتسام الرّأى والأدب (٢)

وللبحترىّ:

عيّرتني بالشيب وهى رمته ... فى عذارى بالصّدّ والاجتناب (٣)

لا تريه عارا فما هو بالشّي ... ب ولكنّه جلاء الشّباب (٤)

وبياض البازىّ أصدق حسنا ... إن تأمّلت من سواد الغراب

وله:

ها هو الشّيب لائما فأفيقى ... واتركيه إن كان غير مفيق (٥)

فلقد كفّ من عناء المعنّى (٦) ... وتلافى من اشتياق المشوق


(١) لم تحب: لم تأثم؛ والحوب: الإثم، وبعده فى الديوان:
يومى من الدهر مثل الدّهر مشتهر ... عزما وحزما وساعى منه كالحقب
فأصغرى أنّ شيبا لاح بى حدثا ... وأكبرى أننى فى المهد لم أشب.
(٢) حاشية الأصل (من نسخة): «فلا يغرنك». والقتير: الشيب، أو أوله. وفى الشهاب للمرتضى: «وقوله:
* فإن ذاك ابتسام الرأى والأدب*
يريد أن الرأى والأدب والحلم إنما يجتمع ويتكامل فى أوان الكبر والشيب دون زمان الشباب، وقد تصف الشعراء أبدا الشيب بأنه تبسم فى الشعر لبياضه؛ إلا أن هذه من أبى تمام تسلية عن الشيب وتنبيه على منفعته».
(٣) ديوانه ١: ٧، والشهاب: ٢٥. وفى حاشية الأصل:
* عيّرتنى المشيب وهى بدته*
وهى رواية الديوان؛ وبدته، مخفف من بدأته بالهمز. وفى حاشية الأصل أيضا (من نسخة):
«جنته».
(٤) لا تريه: لا تظنه. وفى حاشية الأصل: «جعل سواد الشباب وسخا وصدأ على الشخص والشيب جلاء له».
(٥) ديوانه ٢: ١٢٥، والشهاب: ٢٥، وحماسة ابن الشجرى: ٢٤٣ - ٢٤٤، وفى حاشيتى الأصل، ف: «يقول: أيتها العاذلة، أفبقي من عذله وملامته، فقد أقبل الشيب يلومه وبعذله، ولا حاجة إلى عذلك وإن لم يفق فاتركيه».
(٦) د، والحماسة والشهاب. «عن عناء المعنى».