للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما طول الحياة بثوب مجد ... فيطوى عن أخى الخنع اليراع (١)

سبيل الموت منهج كلّ حىّ ... وداعيه لأهل الأرض داع (٢)

ومن لا يعتبط يسأم ويهرم ... وتفض به المنون إلى انقطاع (٣)

وما للمرء خير فى حياة ... إذا ما عدّ من سقط المتاع

فكتبتها وقمت لأنصرف؛ فقال: اقعد، ثم أنشدنى:

إلى كم تعارينى السّيوف ولا أرى ... مغاراتها تدعو إلى حماميا (٤)

أقارع عن دار الخلود ولا أرى ... بقاء على حال لما ليس باقيا

/ ولو قرّب الموت القراع لقد أنى ... لموتى أن يدنو لطول قراعيا

أغادى جلاد العالمين كأنّنى (٥) ... على العسل الماذىّ أصبح غاديا (٦)


(١) الحماسة: «بثوب عز». الخنع: الجبن، واليراع: الجبان الضعيف.
(٢) حاشية ف (من نسخة): «غاية كل حي»، وهى رواية الحماسة.
(٣) ف:
* ويفض به البقاء إلى انقطاع*
ورواية الحماسة:
* وتسلمه المنون إلى انقطاع*
والاعتباط: أن الحى يموت من غير علة؛ أى من لم يمت شابا مات هرما.
(٤) د، وحاشية الأصل (من نسخة): «تعارينى، وفى حاشية الأصل، ف: «المعاراة، بالعين المهملة: من العرى، أى تلقانى السيوف عارية، وبالغين المعجمة: من غرى به إذا أولع، والمغاراة أيضا:
المتابعة بين الشيئين، يقال غاربت بين الشيئين، إذا واليت بينهما». وفى م: «تغازبنى»، تحريف.
(٥) د، ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «المعلمين»، بكسر اللام، والمعلم: الفارس الّذي علم مكانه فى ساحة الحرب بعلامة أعلمها؛ ومنه قول الشاعر:
فتعرّفونى أننى أنا ذاكم ... شاك سلاحى فى الحوادث معلم
وقول الأخطل:
ما زال فينا رباط الخيل معلمة ... وفى كليب رباط اللؤم والعار.
(٦) الماذىّ: العسل الأبيض.