للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ضيفا عوى بالليل والصّدى من الجبل يجيبه؛ فذلك معنى قوله: «بصوت واحد»، وقوله: «فأجابه مناد/ بلا صوت»، يعنى نارا رفعها له فرأى سناها فقصدها، والآخر الصّيت الكلب، لأنه أجاب دعواه.

ومثله:

وسارى ظلام مقفعلّ وهبوة ... دعوت بضوء ساطع فاهتدى ليا

يعنى نارا رفعها ليقصده طرّاق الليل. والمقفعلّ: المنتفض (١) من شدة البرد.

وأنشد محمد بن يزيد:

ومستنبح تهوى مساقط رأسه ... إلى كلّ شخص فهو للصّوت أصور (٢)

حبيب إلى كلب الكرام مناخه ... بغيض إلى الكوماء، والكلب أعذر (٣)

دعته بغير اسم: هلمّ إلى القرى ... فأسرى يبوع الأرض شقراء تزهر

معنى «أصور» مائل؛ أراد أنه يميل رأسه إلى كلّ شخص يتخيل له يظنه إنسانا.

ومعنى: «حبيب إلى قلب الكرام» المعنى الّذي تقدم

ومعنى: «بغيض إلى الكوماء» إلى الناقة لأنها تنحر له.

وقوله: «دعته شقراء بغير اسم» يعنى نارا رأى ضوأها فقصدها؛ فكأنها دعته.

وقال ابن هرمة وقد نزل به ضيف:

فقلت لقينىّ ارفعاها وحرّقا ... لعلّ سنا نارى بآخر تهتف (٤)

وفى معنى قوله: «بغيض إلى الكوماء» قول بعض الشعراء يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله:

وأبيك حيرا إنّ إبل محمّد ... عزل تناوح أن تهبّ شمال


(١) حاشية الأصل (من نسخة): «المتقبض».
(٢) حماسة أبى تمام- بشرح المرزوقى ١٦٤٥.
(٣) ف: «أبصر»؛ وهى رواية الحماسة. وفى حاشية الأصل: «أعذر، أى أمعن فى كونه معذورا فى الحب».
(٤) القين: الخادم.