للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهشل بن (١) حرّىّ يرثى أخاه مالكا:

ذكرت أخى المخوّل بعد يأس (٢) ... فهاج عليّ ذكراه اشتياقى

فلا أنسى أخى ما دمت حيّا ... وإخوانى بأقرنة العناق (٣)

يجرّون الفصال إلى النّدامى ... بروض الحزن من كنفى أفاق (٤)

ويغلون السّباء إذا أتوه ... بضمر الخيل والشّول الحقاق (٥)

إذا اتّصلوا وقالوا: يا لغوث! ... وراحوا فى المحبّرة الرّقاق (٦)

أجابك كلّ أروع شمّرىّ ... رخىّ البال منطلق الخناق (٧)

أناس صالحون نشأت فيهم ... فأودوا بعد إلف واتساق

مضوا لسبيلهم ولبثت عنهم ... ولكن لا محالة من لحاق (٨)

كذى الإلف الّذي أدلجن عنه ... فحنّ ولا يتوق إلى متاق (٩)


(١) هو نهشل بن حرىّ بن ضمرة بن ضمرة، شاعر شريف مشهور مخضرم، بقى إلى أيام معاوية، وكان مع على فى حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين؛ وهو يومئذ رئيس بنى حنظلة، وكانت رايتهم معه؛ ورثاه نهشل بمراث كثيرة. (وانظر الشعر والشعراء ٦١٩ - ٦٢١).
(٢) من نسخة بحاشيتى الأصل، ف: رواية أبى محمد الأسود: بعد هدء».
(٣) ف، وحاشية الأصل (من نسخة): «العناق، بفتح العين وكسرها: موضع».
(٤) «أفاق: موضع فى بلاد يربوع.
(٥) فى حاشيتى الأصل، ف: «السباء فى الأصل: شراء الخمر، وأراد هاهنا نفس الخمر؛ وعلى هذا قول لبيد:
* أغلى السّباء بكلّ ادكن عاتق*
والشول: جمع شائلة؛ وهى الناقة التى خف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها سبعة أشهر من يوم نتاجها، والحقاق: الضوامر، يعنى أنهم يبيعون الخيل والإبل ويشترون بها الخمر.
(٦) المحبرة: الثياب المنقشة.
(٧) الأروع: الّذي يعجبك حسنه وجماله، والشمرىّ: الماضى فى الأمور؛ وفى حاشية الأصل (من نسخة): «دارمىّ».
(٨) حاشية الأصل: «نسخة س:
«لا محالة فى لحاق»، ورواية الأسود «فى لحاقى».
(٩) فى حاشيتى الأصل، ف من نسخة:
«كذا الإلف».