للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى (نجد) (١) : أهي نجد الحجاز أم هي نجد العراق؟ فقال:

«الذي يظهر أنها تشمل هذا وهذا، فنجد عبارة عن ما ارتفع من الأرض، والعراق مرتفع، ويسمى نجداً، وهكذا -أيضاً- اليمامة وغيرها فهو مرتفع، ويسمى نجداً، ولكن إخواننا النجديين يريدون أن يرموا به أهل العراق، فالظاهر أنه يشمل هذا وهذا، وإن جاء في بعض الروايات العراق، فهو يحمل على أنه جاهل في نجد بدليل أنها كلها المشرق، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبر أن الشمس تطلع بين قرني شيطان فكلها في المشرق، والظاهر أنه يشمل هذا وهذا، والله أعلم» (٢) انتهى.

قال أبو عبيدة: ويتقوى هذا العموم بالمحاورة التي جرت بين النبي صلى الله عليه وسلم وعيينة بن حصن، فإنّ فيها المفاضلة الظاهرة بين رجال (نجد) و (أهل اليمن) .

أخرج النسائي في «السنن الكبرى» (٨٣٥١) ، وأحمد في «المسند» (٤/٣٨٧) وفي «فضائل الصحابة» (١٦٥٠) ، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٢٦٩، ٢٢٨٢) ، والطبراني في «مسند الشاميين» (٩٦٩، ٢٠٤٠) ، والحاكم في «المستدرك» (٤/٨١) من طريق عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٤/٢٤٨-٢٤٩ - مختصراً) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (١/٣٢٧-٣٢٨) ، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٢٧٠، ٢٢٨٣) ، والطحاوي في «المشكل» (٨٠٤) من طريق جبير بن نُفير؛ كلاهما عن عمرو بن عبسة، قال: عرضت الخيل على رسول الله -عليه السلام-وعنده عيينة بن بدر-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيينة: «أنا أفرس بالخيل منك» ، فقال عيينة: إن تكن أفرس بالخيل مني، فأنا أفرس بالرجال منك، قال:


(١) الواردة في الأحاديث المتقدمة.
(٢) «المصارعة» (ص ٤٠١-٤٠٢) . وانظر: «موقف المسلم من الفتن» (ص ١٦٢-١٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>