للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، وكانت الفتنة الكبرى التي كانت مفتاح فساد ذات البين قتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- وكان -صلى الله تعالى عليه وسلم- يحذر من ذلك، ويعلم به قبل وقوعه (١) ؛ وذلك من دلالات نبوته صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قال الكرماني في «شرحه على صحيح البخاري» (٢٤/١٦٨) ، بعد أنْ بيّن معنى (النجد) و (الغور) ، قال: «ومن كان بالمدينة الطيبة -صلى الله على ساكنها- كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهلها، ولعل المراد من الزلازل والاضطرابات التي بين الناس من البلايا؛ ليناسب الفتن مع احتمال إرادة حقيقتها. قيل: إن أهل المشرق كانوا حينئذٍ أهل كفر، فأخبر أن الفتنة تكون من ناحيتهم، كما أن وقعة الجمل وصفين وظهور الخوارج من أهل نجد والعراق وما والاها كانت من المشرق، وكذلك يكون خروج الدجال ويأجوج ومأجوج منها. وقيل: القرن في الحيوان يضرب به المثل فيما لا يحمد من الأمور» .

وعلى هذا درج الشارحون، بل سبق بعض المذكورين جماعةٌ من الشراح؛ كابن بطال -مثلاً- لما قال في «شرحه على صحيح البخاري» (١٠/٤٤) -أيضاً-:


= (٣/٣٦٧) ، والبيهقي في «الدلائل» (٦/٤١٥) ، وأبو العرب التميمي في «الفتن» (ص ١٠٨) ، وابن الجوزي في «الواهيات» (رقم ١٤١٨) .
* عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٥/٢٨٣ رقم ١٩٦٧٣) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٦/ق٣٨٥) ، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (رقم ١٤١٧) .

وطرقه فيها كلام شديد، بل بعضها من اضطراب الرواة، ومع هذا فقد صححه شيخنا الألباني -رحمه الله- بها! وأورد له طرقاً أخرى.
(١) وهو من الغيب الذي أطلعه الله -عز وجل- عليه، وقد خرجته بتفصيل في تعليقي على «المجالسة» (٢/١٥٥-١٦٠ رقم ٢٨٢) ؛ فانظره.

<<  <  ج: ص:  >  >>