(٢) يَبُسون: بفتح الياء المثناة من تحت، وبعدها باء موحدة تضم وتكسر، من «بَسْ» أو «بِسْ» ، وهي كلمة زجر للدواب عند سوقها لتسرع، وقد ذكر العلماء لها عدة معان، قال النووي: « ... الصواب الذي عليه المحققون أن معناه الإخبار عمن خرج من المدينة، متحملاً بأهله باسّاً في سَيْره، مسرعاً إلى الرخاء في الأمصار التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بفتحها» . انظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد القاسم بن سلام (٣/٨٩) ، و «شرح مسلم» للنووي (٩/١٥٨-١٥٩) ، و «فتح الباري» (٤/٩٢) . (٣) أخرجه البخاري (١٨٧٥) ومسلم (١٣٨٨) ، وفي هذا الحديث إخباره - صلى الله عليه وسلم - بفتح اليمن والشام والعراق قبل وقوع ذلك، ولذا ذكره السيوطي في «الخصائص الكبرى» (ص ٢٨٦ - «تهذيبه» ) . المتأمل في الحديث يجد أن الخروج من المدينة متعدد -أيضاً- بسبب الفتوحات، فكلما حصل فتح لقُطر؛ خرج بعض من أهل المدينة منها، وذهب غير واحد من الشراح إلى ما قررته، وأجمعُ نقلٍ وجدته للبرزنجي في كتابه «الإشاعة» (ص ٥٣) ، قال:
«قال القاضي عياض: إن هذا جرى في العصر الأول، وإنها تركت أحسن ما كانت من حيث الدين والدنيا، أما الدين فلكثرة العلماء بها، وأما الدنيا فلعمارتها، واتساع حال أهلها. =