الشام وعصائب من أهل العراق فيبايعونه، وينشأ رجل من قريش أخواله من كلب، فيبتعثون إليهم جيشًا فيهزمونهم ويظهرون عليهم، فيقسم بين الناس فيئهم، ويعمل فيهم بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض، يمكث سبع سنين» ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه مختصرًا، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، ورواه الإمام أحمد، وأبو داود من حديث صالح أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، ورواه أبو داود أيضًا من وجه آخر، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده، من حديث قتادة عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، وربما قال صالح: عن مجاهد، عن أم سلمة، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه "المنار المنيف": "والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح".
قال الخطابي في معالم السنن:"الجران مقدم العنق، وأصله في البعير إذا مد عنقه على وجه الأرض، فيقال ألقي البعير جرانه، وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه في مناخه، فضرب الجران مثلا للإسلام إذا استقر قراره فلم يكن فتنة ولا هيج، وجرت أحكامه على العدل والاستقامة". انتهى.
الحديث العاشر: قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة» وقد ذكر ابن القيم هذا الحديث في كتابه "المنار المنيف" قال: "وهذا إسناد جيد".
وقد جاء في ذكر المهدي أحاديث كثيرة سوى ما ذكرته ههنا، ولكن لا تخلو أسانيدها من مقال، وجاء فيه أيضًا آثار كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين وبعضها صحيح، وقد تركت ذكرها إيثارًا للاختصار، وفيما ذكرته من الصحاح والحسان كفاية في إثبات خروج المهدي في آخر الزمان، والرد على من أنكر ذلك، وزعم أنه لا مهدي بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وأما الإجماع فهو إجماع أهل السنة والجماعة على تسمية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- بالخلفاء الراشدين المهديين، كما سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك في