على رسول الله، وزعم في صفحة (١٩) أنها مزورة على الرسول من قبل الزنادقة الكذابين، وزعم في صفحة (٢٥) أنها مصنوعة، وزعم في صفحة (٢٧) أنها موضوعة، وزعم في صفحة (٢٩) أنها مصنوعة ومكذوبة على رسول الله، وزعم في صفحة (٣٦) أنها مصنوعة وموضوعة على لسان رسول الله، وزعم في صفحة (٣٧) أنها من عقائد الشيعة، وكانوا هم البادئين باختراعها، وأنهم وضعوا الأحاديث في ذلك، وزعم في صفحة (٥٦) أنها موضوعة، وزعم في صفحة (٥٨) أنها مكذوبة، وزعم في صفحة (١٦، ٢٤، ٢٧، ٥٨، ٦٢) أنها خرافة، وزعم في صفحة (٣٨) أنها نظرية خرافية، وزعم في صفحة (٣١) أنها بمثابة حديث ألف ليلة وليلة، وزعم في صفحة (٨٥) أن التصديق بخروج المهدي من الركون إلى الخيال، والاستسلام للأوهام والخرافات، هكذا قال ابن محمود في أحاديث المهدي، ولم يفرق بين الصحيح والضعيف والموضوع، بل جعل الجميع من باب واحد.
والجواب عن هذه الكلمات النابية والمجازفات السيئة أن نقول:{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}، ولا شك أن هذا من أسوأ التكلف والقول بغير علم، وقد قال الله -تعالى-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}، وقال -تعالى-: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}، أما يخشى ابن محمود أن يحشر في زمرة المكذبين للرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ أما فيه دين يحجزه عن التهاون بالأحاديث الثابتة، ووصفها بالصفات الذميمة، وردها وإطراحها؟!
وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "من رد أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة". رواه القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة، من رواية الفضل بن زياد القطان عن أحمد، وقال الإمام أحمد أيضًا:"كل ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إسناد جيد أقررنا به، وإذا لم نقر بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودفعناه ورددناه، رددنا على الله أمره، قال الله -تعالى-: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} "، وذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- في إعلام الموقعين عن الشافعي أنه قال:"إذا حدَّث الثقة عن الثقة إلى أن ينتهي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو ثابت، ولا يترك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث أبدًا، إلا حديث وجد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر يخالفه"، وذكر القاضي أبو الحسين في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا أنه قال: "من خالف الأخبار التي نقلها العدل عن العدل موصولة، بلا قطع في سندها، ولا جرح في ناقليها، وتجرأ