ومن ذلك قوله في صفحة (١٥): "وليس ديننا الذي جاء به كتاب ربنا وسنة نبينا بناقص حتى يكمله المهدي". وهذا القول من نمط ما قبله، وهل يقول عاقل إن دين الإسلام ناقص وإن إكماله يكون على يد المهدي أو غيره من هذه الأمة؟ كلا، لا يقول ذلك من له أدنى مسكة من عقل.
ومن ذلك قوله في صفحة (١٥): "إن رسول الله قال في موقف عرفة، قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله، وفي رواية أخرى وسنتي ولم يقل وتركت من بعدي المهدي".
وأقول: لا يخفى ما في هذا الكلام من التلبيس الذي قد يغتر به بعض الناس، وهل وجد ابن محمود لأحد من الناس أنه قال إن المهدي يعتصم به كما يعتصم بالكتاب والسنة حتى يقول ما قال؟! ولو أن ابن محمود تأمل الأحاديث الثابتة في المهدي ونبذ تقليده لرشيد رضا ومحمد فريد وجدي وأحمد أمين وأمثالهم من العصريين وراء ظهره لعلم يقينًا أن المهدي إمام من أئمة العدل الذين يعتصمون بالكتاب والسنة، ويحيون ما أماته الناس من السنن، ويزيلون الجور والظلم، ويبسطون القسط والعدل.
ومن ذلك زعمه في صفحة (١٥) أنه لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث صحيح صريح أنه ذكر المهدي باسمه، وأقول لو أن ابن محمود اعتني بالبحث عن الأحاديث الثابتة في المهدي كما اعتنى بتقليد رشيد رضا وأحمد أمين وغيرهما من المنكرين لخروج المهدي لما خفي عليه ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من التصريح باسم المهدي، فقد جاء ذلك في أربع روايات عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وفي ثلاثة أحاديث عن علي وأبي هريرة وجابر -رضي الله عنهم- وفي حديث موقوف على عليٍّ، وهذه الأحاديث بعضها صحيح وبعضها حسن، وقد تقدم ذكرها في أول الكتاب فلتراجع (١).
ومن ذلك أنه في صفحة (١٥) أورد حديثًا عن معاذ -رضي الله عنه- ولفَّقه من حديثين عن أبي ذر وأبي الدرداء -رضي الله عنهما- ومن حديث عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
ومن ذلك زعمه في صفحة (١٥) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر حذيفة بأسماء ثلاثين .............