يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهًا؟! قال:«يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته»، وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة. حدَّثَنَاه أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عبد العزيز بن رفيع بهذا الإسناد وفي حديثه قال: فلقيت أبا جعفر فقلت: إنها إنما قالت ببيداء من الأرض، فقال أبو جعفر كلا والله إنها لبيداء المدينة، وقد رواه الإمام أحمد عن جرير عن عبد العزيز بن رفيع فذكره بنحوه. ورواه أبو داود في "كتاب المهدي" من سننه فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، عن أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصة جيش الخسف، قلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهًا؟! قال:«يخسف بهم ولكن يبعث يوم القيامة على نيته» إسناده صحيح على شرط الشيخين، ورواه الإمام أحمد أيضًا من حديث الحسن -وهو البصري- عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في بيتي إذ احتفز جالسًا وهو يسترجع، فقلت: بأبي أنت وأمي، ما شأنك يا رسول الله تسترجع؟! قال:«جيش من أمتي يجيئون من قبل الشام، يؤمون البيت لرجل يمنعه الله منهم، حتى إذا كانوا بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى»، فقلت: يا رسول الله، كيف يخسف بهم جميعًا ومصادرهم شتى؟! فقال:«إن منهم من جبر، إن منهم من جبر» ثلاثًا، ورواه أيضًا من حديث الحسن عن أمه - واسمها خيرة مولاه أم سلمة - عن أم سلمة -رضي الله عنها- فذكره بنحوه وإسناده حسن.
وروى أيضًا من حديث يوسف بن سعد، عن عائشة -رضي الله عنها- مثله، ومن حديث يوسف بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشة -رضي الله عنها- مثله، ولم يسق لفظه، بل أحال به على حديث أم سلمة -رضي الله عنها-، وقد أورد حديث الحسن عن أم سلمة -رضي الله عنها- في مسند عائشة -رضي الله عنها- من أجل هذه الرواية، وكل من الإسنادين جيد، رجاله كلهم ثقات.
وروي أيضًا من حديث المهاجر المكي؛ وهو المهاجر بن القبطية، عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يغزو جيش البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم»، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت المكره منهم؟! قال:«يبعث على نيته» إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات.
ورواه أيضا عن سفيان بن عيينه، عن ابن سوقة، عن نافع بن جبير، عن أم سلمة