[درر من أقوال الإمام شعبة]
درر من أقواله: قال عفان: سمعت شعبة يقول: من ذهبنا إلى أبيه فأكرمنا فجاءنا ابنه أكرمناه، ومن أتيناه فأهاننا فأتانا ابنه أهناه! وعن يحيى القطان عن شعبة قال: من الناس من عقله معه، ومن الناس من عقله بفنائه، ومنهم من لا عقل له، فأما الذي عقله معه فالذي يبصر ما يخرج منه قبل أن يتكلم، وأما الذي عقله بفنائه فالذي وذكر كلمة.
وعن ابن عيينة قال: سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس، بعت طست أمي بسبعة دنانير.
وكان بيعه للطست من أجل الرحلة في طلب الحديث.
وقال سلمة بن قتيبة: ربما سمعت شعبة يقول لأصحابه: يا قوم إنكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن.
كأنه ينكر على أهل الحديث أن يشتغلوا بالحديث عن القرآن.
وعن يزيد بن هارون قال: كان شعبة يقول: لا تكتبوا الحديث إلا عن غني، وكان هو فقيراً يعوله بنو أخيه.
وعن مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا فهو مثل الرجل في فلاة معه بعير بلا خطام.
وقال أبو نوح قراد سمعت شعبة يقول: إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه، وإن كان في كمك شيء فأطعمه.
وعن الأصمعي قال: سمعت شعبة يقول: ما أعلم أحداً فتّش الحديث كتفتيشي، وقفت على أن ثلاثة أرباعه كذب.
وهذا فيه شيء من المبالغة، وإلا فكل العلماء حكموا على كل حديث بما يليق به.
وعن حمزة بن زياد الطوسي: سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العباده، يقول: لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم إلا عن ثلاثة.
وقال يحيى بن سعيد: سمعت شعبة يقول: كل من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا العلم يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون.
فكأنه يُنكر على طالب العلم اشتغاله بطلب العلم بحيث يفرط في أشياء هي واجبة عليه وجوباً عينياً.
وقال أبو قطن: سمعت شعبة يقول: ما من شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث.