[نسب أيوب السختياني ومولده وصفته]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
ثم أما بعد: فما زلنا -بحمد الله- سعداء بصحبة العلماء، ومع علم من الأعلام وإمام من أئمة السلف الكرام مع سيد شباب أهل البصرة في زمانه، وإمام من أئمة الحديث في أوانه، إمام في الورع والزهد والفرار من الشهرة.
قال فيه شيخ المؤرخين الإمام الذهبي: إليه المنتهى في الإتقان.
إنه أيوب السختياني.
فرحم الله أئمتنا الأعلام ونفعنا بعلمهم وزهدهم وورعهم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
اسمه ومولده وصفته: اسمه: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر البصري مولى عنزة، ويقال: مولى جهينة، وعنزة وجهينة اسما قبيلتين.
مولده: قال إسماعيل بن علية: ولد أيوب سنة ست وستين.
وقال غيره: ولد قبل الجارف سنة ثمان وستين.
والجارف: اسم طاعون، أي: طاعون الجارف، وكان سنة تسع وستين.
قال الذهبي: مولده عام توفي ابن عباس سنة ثمان وستين.
فسنة ثمان وستين توفي فيها ابن عباس رضي الله عنهما وولد فيها أيوب السختياني سيد شباب أهل البصرة.
وقد رأى أنس بن مالك رضي الله عنه، وما وجدنا له عنه رواية مع كونه كان معه في بلد، وكونه أدركه وهو ابن بضع وعشرين سنة، فلعله لم يكن قد طلب الحديث في هذا الوقت.
صفته: عن حماد بن زيد قال: ما كنت تسقي أيوب شربة من ماء على القراءة إلا أن تعرفه، كان شعره وافراً، يحلقه من السنة إلى السنة، قال: فكان ربما طال فينسجه هكذا، كأنه يفرقه.