للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثناء العلماء عليه]

قال محمد بن سعد: كان ثقة مأموناً عالماً رفيعاً كثير الحديث، حجة.

وقال: كان ضبط وكيع ضبط صدر وليس ضبط كتاب -يعني: كان يحفظ الأحاديث التي يحدث بها- وكان ربما استند إلى سارية وحدث بسبعمائة حديث.

عن يحيى بن يمان قال: نظر سفيان إلى عيني وكيع فقال: أترون هذا الرؤاسي لا يموت حتى يكون له شأن.

وقيل: كان وكيع أحفظ من سفيان.

قال يحيى بن يمان: مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجراح في موضعه.

وعن القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد، وكان عنده وكيع، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان، فقال: -هذا إن شئتم- أرجح من سفيان، وكما قلنا: إن سفيان كان أحفظ لحديث الأعمش من الأعمش.

وعن أحمد بن أبي الحوري قال: سمعت مروان يقول: ما وصف لي أحد إلا رأيته دون الصفة، إلا وكيع فإنه فوق ما وصف لي.

وعن يحيى بن معين قال: والله ما رأيت أحداً يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلاً أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كـ الأوزاعي في زمانه.

وعن جرير الرازي قال: قدم ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! من خلفت في العراق؟ قال: وكيع.

قلت: ثم من؟ قال: ثم وكيع.

وقال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ والمقارنة تكون بين اثنين من طبقة واحدة، وكان يحيى بن سعيد القطان في طبقة وكيع، وهو المقصود هنا، أما يحيى بن سعيد الأنصاري فهو من طبقة الأعمش والزهري، أي: من صغار التابعين.

قال: سألت أحمد: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ قال: وكيع.

فقلت: كيف فضلته على يحيى ويحيى ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟! قال: وكيع كان صديقاً لـ حفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره، وإن يحيى كان صديقاً لـ معاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء لم يهجره يحيى.

وعن عبد الرزاق قال: رأيت الثوري، وابن عيينة، ومعمراً، ومالكاً ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي مثل وكيع.

فقد قارنه عبد الرزاق برجال من الطبقة التي فوقه وهم أئمة من كبار أتباع التابعين.

فهذه القمم الشامخة يجهلها كثير من طلاب العلم فضلاً عن عوام الناس، وقد قلنا: إن من فوائد دراسة هذه التراجم أن نتعرف على هؤلاء الأعلام حتى نتقرب إلى الله عز وجل بحبهم.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان وكيع حافظاً حافظاً ما رأيت مثله.

والإمام أحمد في الطبقة التي تلي طبقة وكيع.

وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع.

قال الذهبي: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي وأمثالهم.

وقال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن يقول: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع وابن مهدي، فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام.

وهذا من أدب الإمام أحمد، فإنه لو قال مثلاً: وكيع أفضل لأوهم هذا أن عبد الرحمن بن مهدي دونه أو ليس بشيء، فزكاه أيضاً بقوله: وعبد الرحمن إمام.

وعن جرير قال: جاءني ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال: رجل المصرين وكيع، والمصران: الكوفة والبصرة.

وقال عباس الدوري: ذكرت أحمد بن حنبل بحديث من حديث شعبة، فقال لي: من حدثك بهذا؟ قلت: شبابة بن سوار، قال: لكن حدثني من لم تر عيناك مثله:

<<  <  ج: ص:  >  >>